يانفسُ كفى بالدنيا تغلغلا
تحبي غُرَّها والذنوبُ وبالا
أقبلَ شهرُ رمضانَ مهلهلاً
كالمنقذِ للغريقِ مدَّ الحبالا
فتحَ أبوابهُ إيهاباً بالعطاءِ
عتقٌ من النارِ وَهَبَّها تعالى
تتسابقُ الآمالَ لنيّلِ الكرمِ
كأنَّما ينهلُّ غيثهٌ آمالا
يانفسُ قومي ولا تتهاوني
طالّ رقودَ مفرَّطةُ الدلالا
إنَ هوى الرغبةَ قَدَّت إيمَّانَكِ
رَتقي بهِ شَقَ العيوبَ الهزالا
قومي للصيامِ كتعبدِ زاهدٍ
صعرَ النفسَ وأذلَّها أذلالا
نورُ هداهُ ملأ القلّوبَ سُبِلاً
يسطع بالسَماءِ وضوحَ هلالا
لمَ شملٌّ القلوبَ على مائِدةٍ
عانت من التَشتُتِ والإنفصالا
ما أبهى شهرٌ عماده الفضيلة
وسقفه خمائلُ الورعَ ظِلالا
أنفاسهُ تُسبح والنوم عباده
جمع سعادة الكونيَّنِ خُصالا
ربي أرحم عاصياً لاذ بركنكِ
ملتاعاً من ذنوبهِ أعتلالا
وإن كانَ عصياً لأمركِ ، لكنه
لم يشرك بِكَ ولا للحَّقِ ضالا
لأني أعلم بوعُّرةِ المسالكِ
يفلحَ من هيأ لها زادُ المآلا
فتراني لا أحمل متاعاً غيرَ
توحيدك ، ورجوعَ العمرُ مُحالا
فالعملُ قليل وطَمَعنا كثير ب
عفوكِ يومَ نشرُ صُحفَ الأعمالا
اديب داود الدراجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق