30/04/2020

الشاعر عيسى السلامي

من ادب الرحلات 

رحلتي الى تونس 

غادرت طائرتنا ذات نهار ٱمه تونس الخضراء ، محلقين فوق البحر الأحمر ثم مدينة الأقصر وأسيوط وسوهاج ونجع حمادي ثم المنيا ف القاهرة الإسكندرية - واخذ الركاب يستمتعون بحسن ضيافة الخطوط السعودية وما تقدمه من مأكل ومشرب ، وتمضية الوقت بالبرامج المخصصة للمشاهدة والاستماع ، ثم دلفنا الى البحر الأبيض المتوسط للابتعاد عن الشاطي ء الليبي ، وواصلت طائرتنا المسير الى ان أصبحنا في مطار تونس - فوجدنا المعاملة الحسنة والكريمة من كل العاملين ، الى ان غادرنا الصالة بحثا عن تاكسي الذي اقلنا الى شارع الحبيب بو رقيبة ، يحف بنا الجمال من كل صوب وقد تمازجت زرقة البحر مع بياض الابنية ، ويهب علينا نسيم الزهور الزاكي في شوارع تزينها الاشجار الوارفة الظليلة والازهار البديعة والمحلات التجارية الراقية ، وبعد ان استطاب لنا المقام بالفندق خرجنا في جولة على معالمها وأسواقها الحديثة والعتيقة ، وتناولنا الغداء في احد مطاعمها الأنيقة ، ولفت نظري خروج الناس فرادا وجماعات بملابسهم الزاهية تعلو وجوهم علامات الأفراح والابتسامات الى المتنزهات والاسواق ، وبعد ان اخذ منا التعب مأخذه عدنا للفندق ، وقررنا ان نقوم ثاني يوم بالتنزه خارج العاصمة ، فتوجهنا مع احد سائق الأجرة الى منتجع يسمى ( قربص ) مرورا بالحقول الخضراء والبساتين اليانعة وكثير من القرى والمدن الجميلة منها مدينة( الحمامات ) وعند وصول مدينة قربص وجدتها على البحر الأبيض المتوسط ف تعجبت من التسمية اذ على الضفة الأخرى من البحر تقع دولة ( قبرص ) ووجدنا ان على بحر قربص التونسية مرتفعات جبلية تخرج منها ينابيع مياه حارة تصب في البحر يعتقد الساكنة بان فيها شفاء .
فتسبحنا في تلك المياه في جو لا تنقصه البهجة ولا يخلو من المرح الى قبيل الغروب ، فقفلنا عائدين الى العاصمة وفي الطريق قمنا بشراء بعض المقتنيات الفخارية والملابس التقليدية ، وأخذت سيارتنا تنهم الارض نهما على تلك الطرق الملتوية والمستقيمة أحيانا مستمتعين بطيب تلك المناظر ومتلذذين بالمأكولات التونسية الفريدة في رائحتها ومذاقها الى ان وصلنا فندقنا .
  
ولاحقا طفنا على بعض الاسواق الرخيصة في تونس والشعبية التى تعرض أفضل المنتجات بأقل الأسعار ومنها سوق ” الباى “ و سوق ” الأثنيين “وسوق ” الكبابجية ” ..
وسوق ” الباى “ يعتبر أقدم أسواق المدينة العتيقة بتونس فعمره تجاوز قرنيين من الزمن حيث تم إنشائه عام 1813م على يد حموده باشا , يوجد بجوار دار الباى بالقصبة ” قصر الحكومة ” ويوفر السوق العديد من المنتجات بالأخص محلات السجاد والحرير بالإضافة إلى الذهب , المجوهرات , التحف , العاج والمعادن الثمينة كما يمكنك شراء الهدايا التذكارية منه ويوجد بجواره سوق ” البركة ” الذى يعتبر إمتداد له ويعد أيضا من أقدم أسواق تونس حيث كان مخصص لتجارة الرقيق فى القرن السابع عشر الميلادى ولكن هذه التجارة أوقفت منذ زمن بعيد كما قيل لنا .

واستمر الحال كما هو بين المتعة والسرور الى ان حان موعد مغادرتنا لتونس الخضراء.

ولم تجانب الحقيقة أميرنا-< نزار - عندما بلغ به هيامه وعشقه المتوله ان يغازلها بقوله :

ياتونس الخضراء جئتك عاشقا ***
وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوى
*** فاخضوضرت بغنائه الأعشاب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي
*** إن الهوى ألا يكون إياب
أنا فوق أجفان النساء مكسر***
قطع فعمري الموج والأخشاب
لم أنس اسماء النساء ..وإنما
*** للحسن أسباب ولي أسباب
ياساكنات البحر في قرطاجة***
جف الشذى وتفرق الأصحاب
أين اللواتي حبهن عبادة
*** وغيابهن وقربهن عذاب
اللابسات قصائدي ومدامعي
*** عاتبتهن فما أفاد عتاب
أحببتهن وهن ما أحببنني
*** وصدقتهن ووعدهن كذاب
إني لأشعر بالدوار فناهد
*** لي يطمئن وناهد يرتاب
هل دولة الحب التي أسستها
*** سقطت علي وسدت الأبواب
تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي
*** حلفت بألا تُسكر الأعناب
أيصدني نهد تعبت برسمه؟
*** وتخونني الأقراط والأثواب؟
ماذا جرى لممالكي وبيارقي؟
*** أدعو رباب فلا تجيب رباب
أأحاسب امرأة على نسيانها
*** ومتى استقام مع النساء حساب
ما تبت عن عشقي ولا استغفرته
*** ما أسخف العشاق لو هم تابوا
قمر دمشقي يسافر في دمي
*** وبلابل وسنابل وقباب
الفل يبدأ من دمشق بياضُه
*** وبعطرها تتطيب الأطياب
والماء يبدأ من دمشق فحيثما
*** أسندت رأسك جدول ينساب
والشعر عصفور يمد جناحه
*** فوق الشآم وشاعر جواب
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا
*** عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا

وتونس كما يعلم الجميع دولة تقع في شمال أفريقيا يحدها من الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب الشرقي ليبيا (459 كم) ومن الغرب الجزائر (965 كم). عاصمتها مدينة تونس. تبلغ مساحة الجمهورية التونسية 163,610 كم2.
لعبت تونس أدوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الفينيقيين والأمازيغ والقرطاجيين والونداليين والرومان وقد عرفت باسم مقاطعة أفريكا إبان الحكم الروماني لها والتي سميت باسمها كامل القارة. فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها مدينة القيروان .
فقد استقر الإسلام في المنطقة بقيادة عقبة بن نافع سنة 670م وتم فيها تأسيس مدينة القيروان والتي أصبحت فيما بعد القاعدة الأمامية للحملات اللاحقة في إفريقية والأندلس. إلا أن مقتل عقبة بن نافع سنة 683م كاد يفشل الحملة واضطر الفاتحون إلى حملة رابعة ونهائية بقيادة حسان بن النعمان سنة 693م أكدت سيطرة المسلمين على إفريقية رغم مقاومة شرسة من البربر بقيادة الكاهنة. وتمت السيطرة على قرطاج سنة 695م ورغم بعض الانتصارات للبربر واسترجاع البيزنطيين لقرطاج سنة 696م فإن المسلمين سيطروا بصفة نهائية على المدينة في 698م وقتلت الكاهنة في السنة نفسها. لم تسترجع قرطاج هيبتها بعد ذلك وتم استبدالها بعد ذلك بميناء تونس القريب والذي كان مركز انطلاق للغزوات في البحر باتجاه صقلية وجنوب إيطاليا. لم يكتف الفاتحون الجدد بالسيطرة على السواحل بل أتجهوا برا ونشروا عقيدتهم في صفوف البربر الذين أصبحوا من ذلك الحين رأس الحربة في الفتوحات اللاحقة وخاصة في الأندلس بقيادة طارق بن زياد. احتوت مدينة القيروان على العديد من مراكز تعليم الإسلام.
كانت تسمى "الإيالة التونسية". وقعت تحت الاحتلال الفرنسي في عام 1881, ثم حصلت على استقلالها في عام 1956 لتصبح رسميا المملكة التونسية في نهاية عهد محمد الأمين باي. مع إعلان الجمهورية التونسية في 25 يوليو 1957، أصبح الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس لها.

ويعزو ابن تونس الاديب عبد الرحمن بن خلدون إلى ان أصل كلمة "تونس" التي أطلقت على حاضرة شمال إفريقيّةا إلى ما عرف عن المدينة من ازدهار عمراني وحيوية اقتصادية وحركية ثقافية واجتماعية فقد أشار إلى أنّ اسم "تونس" اشتقّ من وصف سكانها والوافدين عليها لما عرفوا به من طيب المعاشرة وكرم الضيافة وحسن الوفادة وهناك عدة تفاسير لتسميتها بهذا الاسم .

وقد كتبت خلال وجودي بها هذه الكلمات 

في تونــــس الخضــراء
طابت لـنــا الايـام

أوقاتنا تـحـلـى
تـمــر كــ الأحلام

بلـد الفــرح والحـــــب
والمغـنــى و الانـغــام

والأنـــــس والبهجة
ولطيف الانسام

تونـس بـلــــد تونــس
و تــسـعـد الـنـاظـر

بها كل شـــــيء مـزيان
و تــشــرح الخـاطــر 

درة الــــبــلــــدان
في الماضـي و الحاضــر

واليوم تعـيــــش تونـس
في عـصـرهـا الـزاهـر

الله وهـبــــهـا الـحسـن
و المــاء والخضره

ادعوا ربــي يـحـرسهــا
تعـيــش لنــا حـــره 

الـزهــــور تـتـمـايـل
نشـوه وفـرح تـرقــص

والغـزلان حـــــول الماء
مسـتانـسه في قـربــص

سيـدي بوسعيــــد تأسـر
بحسـنـهـا الالبــــات

ملـتـقـــى العشــــاق
و مقــصـد الأحباب 

عـند المساء تشاهد
منظــر بديـــع خـلاب

الحـسـن يـتـــهـــادى
في الجينز و الجـلـبـاب

مع تحياتي

عيسى السلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...