تكسّرَتْ أمواجُ اللّيلِ مُتَراخِيَةً
انسابَ خِلالَها شعاعُ فَجْرٍ باهتُ اللّونِ
في لَحْظاتٍ مُتَتالِيَةٍ
بينَ أَنامِلي ارتعشَتْ حُزناً
تناثرَتِ الرّموشُ و الأهدابُ
في ذُهولٍ و حَسرةٍ
أهُوَ احتضارُ الجمالِ ؟؟
أمْ ما بَقِيَ منَ الجمالِ !..
احتضنْتُ وجهَها بكفّيّ البارِدتَيْن
كنْتُ قد أحضرْتُ وردَةً لِضفيرَتِها
هُوَ الوِشاحُ الأَسودُ يُكفِّنُ الضفيرةَ
ارتعدَتْ .. بكَتْ دُموعاً لاهِبةً
تخلّلَتْ كفَّي يدَي ... كقَطراتِ الزّئبَقِ
هلْ ماتَ ما بَقِيَ من الجمالِ ؟؟
كم كتبْتُ شِعراً في ضفائِرِها...!
كم كنْتُ أتوهُ طِفلاً في لياليها ...!
عزفْتُها لحناً بأناملي ...
جُنَّتْ خصلاتُ شعرِها بينَ يديّ
هل ماتَ الجمالُ ؟؟
قبلْتُ جميعَ تِلكَ الورودِ الحزينةِ
بشفتَينِ راعشتَينِ
نسجْتُ وِشاحاُ مُلَوّناُ بألفِ لونٍ
رفرفَ الوِشاحُ فوقَ رأسِها الحزينِ
انسدلَ على كتفَيها
( وُلِد الجمالُ )
بحٌزنٍ ... بقوّةٍ... بصمتٍ ...
بليلٍ يلفّ ضوءَ النّهارِ...
انسدلَ على كتفَيها ليرسمَ قلباً ورديّاً
أدارَتْ وجْهَها الشّاحبَ
تلألأَتْ نجومُ عينَيها
راسِمةً حبّاتِ لؤلؤٍ تزيّنَت ببدرِها
... حبيبتي ... طِفلتي أنْتِ ...
جَميلتي أنْتِ ...
ما كانَ لشعرتَينِ طائشتَيْنِ لِترسمَ جمالَكِ
لن يرسمَكِ ذاكَ القَدُّ
أو يُحَدّدَ ملامِحَكِ
مازلْتُ ذاكَ الطفلَ الذي يبحَثُ عنكِ
في نهارِ ليلهِ
مازالَتْ كلماتي تسافِرُ إليكِ
تقبّلُكِ ... تٌهدهِدُ على خدّيكِ
تتوضَأُ ... تتعمّدُ من عِطرِكٍ...
لِتعودَ مُنتشِيَةً صابِغَةً أوراقي
بعِطرِ القَرُنْفلِ .
محسن غانم .
سوريا 24-4-2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق