الالتزام : هو أن يُنشئ الأديب أدبا ينم عن ثقافته وقناعته فيطرح المشكلة ويمحص في تفاصيلها ومؤثراتها ويقترح لها الحلول الناجعة بما يعود بالفائدة والخير على محيطه الاجتماعي وعلى القضايا التي يؤمن بها ويعمل لتحقيقها من خلال الأدب بمختلف مجالاته .
من رواد الأدب الملتزم : مفدي زكرية ، محمود درويش ،سميح القاسم ، وفي النثر ، طه حسين ، البشير الإبراهيمي .
وقد اطّلع أدباء المهجر على الآداب العالميّة فآمنوا بانّ الأدب الحقّ يتجلى في التجديد لا التقليد، و الابتكار وتحرير الفكر لا قتل المواهب و سِجن للفكر وأشهرهم جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمه، نسيب عريضة، إيليا أبوماضي ، ...
وقد أسس رواد المدرسة الملتزمة أدبهم على خصائص أدبيّة وفنّية وقيمية كالخروج عن الأغراض التّقليدية و رفضها ( المدح، الفخر ...)
والدّعوة إلى التّحرّر من جميع القيود التي تضيّق على الأديب مجال التعبير ( بساطة التعبير ).
والبَوْح بالآلام، والحنين إلى الأوطان و الإغراق في الذاتية. والالتجاء إلى الطبيعة البكر ومحاكاتها . فغلب البُعد الإنساني والوجداني في أعمالهم الأدبيّة. واعتمدوا الصنعة اللفظية والرمز والإيحاء ، واهتموا بانتقاء اللفظ و العبارة و البيان و البديع دون إهمال للمعنى ..
كما جنّدوا مواضيع أدبهم لخدمة القيم التي آمنوا بها بطريقة لبقة سلسة إيحائية كوسيلة للتغيير والتخلص من عيوب المجتمع كالثأر والتناحر العرقي والطائفي والصراع الطبقي والدعوة لجعل الإنسان غاية في حد ذاته
قد ينظّر البعض لبعض المفاهيم الدخيلة على مجتمعاتنا تحت شعارات برّاقة خدّاعة ويعيب على بعض الأدباء التزامهم بقضايا أوطانهم ومجتمعاتهم وربما ينطلقون من منطلق الحيادية الفكرية والمنطقية ولكنني لا يمكن أن أتفهم حيادية مثقف أو أديب تجاه قضية تخص وطنه ومجتمعه بل أرى من الخيانة بمكان ألا يتحيز الأديب لقضية بلده وشعبه .
بل ومن أوجب واجبات الأديب والأدب التنبه قبل الغير للأخطار الداهمة وتحصين الفكر الجمعي لمواجهة أشكال الغزو الثقافي والقيمي وأخذ زمام المبادرة لتعزيز الإيجابيات وتمتين نقاط القوة ومكامن النهوض بالمجتمع وتلافي السلبيات .
ومن هنا ندرك أهمية الالتزام في الأدب في نهضة المجتمعات وتحصينها للسمو بها في درجات الرقي الإنساني .
•• أحمد محمد - سورية ••
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق