29/04/2020

الكاتب مطانيوس سلامة

الإنسان ولسانه
*****
البشر فريقان فريق يقوده لسانه وفريق يقود لسانه فالحكيم هو من يقود لسانه ويتحكم به فمتى يلزم الصمت يصمت ومتى يجب الكلام يتكلم بينما المتسرع الذي يقوده لسانه نجده يتكلم دائما" وآخر من يصمت في أي مجلس يكون ومن يتكلم كثيرا" يعتبر نفسه من الأذكياء فلكل مجال كلام وفي كل بيان له رأي , يتكلم بكل شيء ولا يصمت أبدا" وكم من الناس أدى بهم لسانهم إلى التهلكة والاختلاف مع الآخرين وكم منهم سبب العداوات بين الجماعات وهؤلاء تكثر لديهم زلات اللسان فاللسان له أبلغ الأثر في حياة كل إنسان واللذين يثرثرون ينطبق عليهم القول : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . ويقول الإمام الشافعي :
احـفظ لسانـك أيـها الإنسـان لا يلدغنـك إنـه ثعبـان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الأقران
فكم نسمع تحذير الناس من ألسنة البعض والحكمة الشعبية دائما" تتردد بأن لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك ومن هنا تظهر عظمة مسئولية اللسان فإذا تكلم أحدهم بحكمة وموعظة حسنة ورأي سديد يقال عن لسانه ما أعذبه وإذا ثرثر واغتاب الآخرين يقال لسانه ما أخبثه ويظهر ذلك جليا" في مجال العمل والتجمعات البشرية فكم من الناس يعتادون الثرثرة والنميمة فإذا حضر أحدهم إلى مكان معين ويوجد ناس حاضرون فمجرد وصوله سرعان ما يصمتون وإذا أحد منهم تكلم فيتكلم بحذر شديد ويعتبرون حضور هذا الشخص غير مرغوب فيه ونجده دائما" يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ كما يروغ الثعلب ويلتصق بك ويكثر من الزيارات وبدون أن ينتظر دعوة أحد ويشعرك بأنه ينقل حديث سمعه عنك من الآخرين ويوهمك بأنه يقول الحقيقة ومن غيرته عليك وحرصه الشديد على سمعتك نقل هذا الحديث ولا يقدّر إنه في نقله أساء له وربما يسبب العداوة أو الحقد الشديد وعلينا التأكد من صحة النقل قبل اتخاذ أي موقف كان بشأن المنقول عنه لأن الواشي لا ينقل الحادثة كما هي بل ربما جزء منها أو مبهرّة من قبله وإذا قلنا لا تقربوا الصلاة ونكتفي بذلك كأننا نمنع الناس من الصلاة أما إذا كملنا القول وأنتم سكارى فيستقيم المعنى ويصبح إذا كنتم سكارى لا تقربوا الصلاة لأن الصلاة تحتاج إلى ذهن صاف وسيطرة على الذات والإنسان السكران لا يفهم شيئا" من الصلاة لا هو ولا غيره ولا يؤديها بخشوع وتقوى وصدق لأن السكران لابد له من الوقوع في الخطأ أثناء حديثه العادي فكيف أثناء الصلاة وكم من العقلاء يتعلمون الصمت من الثرثارين والبلاغة والمنطق من الحكماء والمفكرين فعلينا أن نعي تأثير هذا اللغز الكبير الذي نسميه اللسان ونعرف مدى تأثيره البليغ علينا وعلى غيرنا وليكن حديثنا الحديث العذب المستساغ المحبب من الجميع ولا نترك للساننا العنان بل نجعل له ضوابط وقيود لأنه قطعة من اللحم في الفم يمكن التحكم به ونديره في أي اتجاه نريد وأرجو الإضافات وبيان تأثيرات اللسان من خلال مواقف ونتائج وقصص واقعية لنعطي العبرة والفائدة وشكرا"
*******
مطانيوس سلامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...