شاعر الفردوس يكتب :
{ ليلة الذعر }
....................................
( ليلة الذعر )
لم كل هذا الوجع ؟
لم كل هذا الهجر ؟
هل نسيت ماذا فعل بيننا
السحر بين فروع الشجر ؟
وكيف غرقنا المدر في النهر ؟
وماذا قال الودع للزهر ؟
ألم ينزل القمر للأرض
في لحظة الدفق والغمر ؟
واغتنمنا الفرصة وحدنا
وشربنا شهد العسل والجمر
وتركنا مرنا يبغي أمرنا
يرعى كأسنا من الدق والنقر
ورسمنا عرجون التمر في الوعر
يميل لطول خدش موج المخر
ولطم عروس البحر
وبحرك واسع وضيق جدا
في اللحظة والتو يتوه بيننا
الجريد بعناقيد الحب
ويدور حولنا الكرنيف
كطاحونة الحب بالذعر
وقمحنا يحوم كما الصقر والنسر
فحولنا طول المدار للعرض
نعم كنت قرصان الدهر
وأخطبوط العسف والقهر
وقبطان الوقف والسير
وربان السر والجهر
ولسان فردوس الشعر
استثمرت البذور والجذر
والأطراف والثمر والغصن
الفنن جعلت ما فيه غصة
بهزة ورعشة وطلة وزفة
القدر والقدر امتلأا بلعنة الغنجة والهمسات والغمزات والبصة
ولمسة اللهفة نادتنا بالزقة
أن نصحو من الوسن والسكرة
ولم ندر ما الثمن الذي دفعنا
ذاتك أينعت
في كيمياء ذاتي بالبصمة
يا بيضاء يا خمرية يا سمرة
وقد تعلقنا بركابه الحرة
ونغستني مولاتي بالضمة
وما نجيت هذه المرة
مزقنا الوريد قبل الشريان
اختلط الدر بمنحنى الدوران
وكان الطعن للتاج كالمثلة
أتتذكرين السهام
التي أطلقناها معا
وكسرت الجرة
صدنا بها غزالة وأيأل
بشباك السكون والحركة
فانهمر من مزن المسام
المطر في البركة
وكانت لنا البركة
كان سهمهما الأخير والأول
من سواجي عينيك يتفيأ
لم يزل يتفوه بالشرح
في المشتى ويتأول
حين ركعت الغزالة للمفصل
وقالت لبيك ظلي وإلي المحشر
واحترت بفن الجمال والمخفر
هل صدت الريم بالمغفر ؟
أم شققت نهر السرة بمفتاح قلبي
في المسرة بالمنشط والمكره ؟
ليني وضعفك وقوة جأشي
في المختبر والمحبر
وحربة رمشك وحدي ووصفك وانتمائي للمجرة وسطوة بأسك
الكل يسألونني عنك بالعطف
أتذكرين عضتك الأولى بالعصف
إذ نشبت في منكب الكتف ؟
علامة سنك مغروزة منذ الأمس
ما زالت بكرا لم يلمسها غيري؟
نشوة العمر عرفتها بالعزف
مذ كانت كأزيز الباب
وطنين النحل
فتوقفت عن الكلام لغة الطير
رشفة الشفتين كانت بالجزف
من جمار النخل
فمن الذي دنا وانتصر
وحار في الجرف ؟
وتجرع الصبر والنصر
والصمت والفخر بالوجل؟
أليست هامتك العليا
حين لملمت أريج الشمل
من قنينة العطر بالويل
وكسرت أروقة العمر بالحول
في دهاليز الرغبة والشهوة
وما وفت لعنوة الفيض بالطول
فمن الذي علق زينة العرس ؟
أليست يداي التى ارتعشت
حول مفاصلك الصغري بالنيل
وتعانقت مع الكبري بالجبر
ودوخت الوسطى بالوصل
وما تعافت مع حدود المعصم
وترامت على شعرك الأعسر
مهدلة ومخدلة من الظفر
ألم يمنعنا رمضان ورمضان
مرات ومرات عن المئزر
ومن الوصول إلى خدك ؟
هل تذكرين الوجنتين بالبسم
من تسحر بهما واستسلم؟
وصام عن وردة قدك ورتل وردي؟
نعم سأغتم الفرصة العظمى
وسأذبحك من المكحل
في حرمة البلد بالشغف
وأدفنك في خلجات قلبي
وأتسامى عن نحرك
سأحكي للروح عنك
وما كان منك ومني
وعن ظفرك والمرود والكحل
كم حفر في ظهري
وعرج بالطلسم على نبضي
فلن أندم على فوات ليلة العمر
إذ استيقظنا بالوغز من النوم
مع كورونا برعونة الإثم
واختلطت الأحلام بالرؤى
مع الاسم بالسمت والرسم
وتفجر البركان بكحة الفجر
ومنعتنا سحابة بزوغ الفجر
من الوصول بالقيظ للشط .
....................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق