19/04/2020

الشاعر بشير قطنش

خارج الهامش
-----------
عذراً فقد صرت أهذي ودارت خمر الصحو برأسي فوقفت أترنح وقدمي بين أن أدخل أو أعود ، سؤال كبير يرتسم بعقلي هل أنا مشفق أو جحود ، هل يحق لي في حضرتها أن أقول ما سأقول ، والتي ولجتها وكأنها متحف أو كهف عتيق ، دخلناها بنفس برئية تسبقنا أحلامنا الصغيرة محملين بحقائب ملئة بالأمنيات والطموح ، لا تتناغم مع الحاضر إلا مع تلك الواجهة المطلية بأحدث ما وُصِل له في علم الصِباغ ، نركب عربة ولدت من رحم الضباب في ذات العام ، ملابسنا صُممت لنا حديثاً ، ننتعل أحذية موسومة ب( ماركات ) ندوس بها تراب المحيط وهواتف ذكية تواكب آخر الإصدارات تثقل جيوبنا وأفهامنا في التعامل معها حُشرت بذاكرتها لغتنا ضمن اللغات ، للتاريخ أشهد أنها ظلت صامدة عصية في وجه التطور والتقدم فلم تصبها حمى الحداثة لا من قريب ولا بعيد ، هي هي منذ قرن أو يزيد ، ذات السبورة والمقعد والفناء وصوت وشكل الجرس بل حتى النشيد ، المنهج لم يتغير منه إلا غلاف الكتاب لضرورة مفردته الرئيسة ( مملكة ، جمهورية ، جماهيرية ، دولة ، وغدا ربما نعود ) ، المعلم كأنه من زمن نبي الله نوح وعصاه من إرث موسى عليه السلام يهشنا بها وله فيها مآرب آخرى ، تعلمنا كأسلافنا كيف نرفع الإصبع لنجيب عن أسئلة تحمل ذات سر تحنيط الفراعنة العجيب ، مشبعة بطعم الخيبة والملح محملة بنداء غريق ، خرجنا منها ولم تكبر إلا أقدامنا وتزدان ببعض الشقوق ، التفاهة بأحلامنا وفهمنا السقيم تقودنا إلى ما بعد البعث ويوم النشور ، دُس بنا و كأننا ما خلقنا إلا لنأكل كالنار ونقول هل من مزيد ، فنحن متنا قبل أن نولد فيا ويلنا يوم غد عند السؤال بماذا نجيب .
-----------
بشير قطنش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...