سهاد يا مرسال السلام إلى أحباب الحي ورفاق الطفولة كم حملتي بأناملك الصغيرة دفاتر المذكرات واعترافات الصديقات وخربشات الطفولة.. لم نكن نعلم يوما أن غراب الموت ينظر إلى بياض قلبك خلسة يحيك حول ريعان شبابك شباك الموت وأنت على اعتاب العشرين من عمرك تخطين العتبة الثانية.. سهاد يا من كانت الشهادة نورا يضيء نعشك بعد صراعك مع المرض الخبيث واصرارك منذ سنوات على الحياة وأنت تقفين شامخة بوجه الموج رغم الألم ورغم ظلمة البحر تجابهين وتقاتلين وتحاولين اكمال المسير لتثبتي للعالم أنك ستغادرين هذه الحياة وستموتين كالأشجار وأنت واقفة. سهاد فراقك في ليلته الأولى يؤرقني ويقلق مضجعي، اشعر بوخز ذاكرتي ابتسامتك الطفولية وجدائل شعرك واناملك الصغيرة تحمل إلي القصاصات المسروقة واشرطة الأغاني وذكريات مسروقة من ايام الطفولة سرقناها أنا وبنات الحي من العادات والتقاليد حين كان الخروج من البيت حكرا على الذكور وعلى الفتيات قهرا وعيبا لاذنب لنا فيه، وأنت وعصافير الحي تحلقون بحرية لا اقفاص ولا اقفال تمنع اجنحتكم وضحكاتكم من الطيران..
الكاتبة وسام أبو حلتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق