جنون الغرام
................
قالت وقد رأت السعيرَ بخافقي
والعقلُ تاهَ وَقد نسيتُ سوابقي:
من قالَ:قيسٌ قد أحبَّ وقد هما
فجنونُ حُبَّكَ فاقَهُ يا عاشقي
وجنونُ قيسٍ جاء مذ ليلى نأتْ
وأتى جنونُكَ بي وأنتَ مُلاصِقِي
ورأيتُ قيساً جُنَّ في بِيدِ النوى
ولقد جننتَ وأنتَ بينَ حدائِقي
والشوكُ أدمى أخمصيهِ بِقَسوَةٍ
وَمشيتَ أنتَ على حريرِ نَمارِقي
وأتى إلى الأطلالِ يندبُ حَظَهُ
وملكتَ أنتَ مغاربي ومشارقي
ويَشِمَّ أحجارَ الأثافي باكياً
ويظلُّ يشهقُ من دُخَانٍ خانقِ
وأنا وَضعتكَ في ثنايا مخدعي
فَشَممتَ مِسكي واستبحتَ زنابقي
لم يَحظَ بالوصلِ اللذيذِ ولم ينَل
شهد العناقِ وكنتَ أنتَ مُعانِقي
لم يُطفِ نارَ الشوقِ في أرجائِها
وأراكَ قد اطفأتَ كلَّ حرائِقي
فَلِمَ الجنون وَكلُّ شيءٍ وافرٍ
وَرضابُ ثغري مثل سيلٍ دافقِ؟
......
قلتُ:الجنونُ لهُ طقوسٌ لم نصل
لمدارها إلَّا بأمرِ الخالقِ
ويبثُّ في الأجسادِ حرزاً واقياً
يحمي القلوب من الجمالِ الفائقِ
إنَّ الجنونَ هوَ النعيمُ بِعينِهِ
والوعيُ يجعلني أزيدُ بوائِقي
إنْ جنَّ قيسٌ من فراقِ حبيبةٍ
فَأنا جننتُ بِسِحرِ لَحظٍ خارقِ
فإذا شُفيتُ منَ الجنونِ فإنني
سأعيشُ عمري في جحيمٍ حارِقِ
طوبى لمجنونِ الغرامِ فإنَّني
أدعوهُ دوماً بِالخليلِ الصادقِ
....................
ابو مظفر العموري
رمضان الأحمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق