كنتم وكنا
======
أحباب كنا نلتقي من صغرنا
بين الورودِ وتحت ظلِّ ثمارنا
لما استوت أعنابُكم طابت لنا
بنتم وأضحى وصلكم ذكرى لنا
ماغركم كي تهجرونا فجأةً
وتركتمُ بعد الوصال ديارنا
في بعدكم ما أشرقت شمسٌ لنا
ولا انجلى ليلٌ على أعتابنا
أوّاه ياقلبي على ما صابنا
بعد الفراق تعاظمت أتعابُنا
قد صار دربُ العيش من صعب المنى
واستنزفتْ أرزاقه قوّاتنا
حتى غدا يومُ التلاقي مصبحاً
أو ممسياً وتلهفت أشواقنا
للقائِكم وتسابقت في سيرها
فوق الثرى ترنو إليكم دارنا
قلبي الذي يمسي ويصبح داعياً
لوصالكم ماضرّ لو مرَّت بنا
نسماتكم فتفاءلت بعبورِها
أحلامنا نشوى تعانقُ حالنا
لمّا تراءى طيفُكم بسماءِنا
غطّى بنورِ بهائِكم أنوارُنا
ضحكت عيونُ الليل وازدادت سما
أطلالنا نورٌ بكم وديارنا
رقصت على جنباتها لحضورِكم
أزهارها واستبشرت آمالُنا
والطير غرْد معلناً أفراحهُ
وتجمَّعت أسرابهُ بشرى لنا
جادت أياديكم بما قد زادنا
حباً بكم واستمتعت أنظارنا
لما رأت من حسنكم وبهائكم
كلّ الجمالِ أتى يرومُ لقاءنا
وتعانقت في لهفةٍ وتشابكت
من فيضِ أشواقٌ سرت أرواحِنا
مثل النسيمِ يمرُّ فوقَ ربيعكم
فتذوب قطرات الندى بشفاهنا
شهداً يداوي ما مضى من هجرةٍ
ويجُبُّ ماضيَ قد كوى أكبادنا
ماللعوازل أشهرت ماقد مضى
من حقدِها نارٌ ترومُ عذابَنا
لاتشعلوا نارَ الفتيل وتحرقوا
فيها الحياةَ وقد خبت نيراننا
بعد الوصال فكيف كيف تِقاءَُها
إنْ سُعِّرَت تصلاكمُ نارٌ لنا
وتذوبُ من وهجٍ لها آفاقُكم
وتظلُّ نورٌ في السما آفاقنا
ياليتنا كنّا ندى بسحابِكم
أو قطرةًمن فيضِكم ياليتنا
أو ميلَ كحلٍ سارياً برموشِكم
أو لونَ خدٍ زاهرٌ من وردِنا
كنْا سَعُدنا دائماً في قربِكم
كانت معاً دامت لنا أفراحنا
طوبى لكم طوبى لنا في جمعنا
إن شاءَ ربّيَ لن يعودَ فراقُنا
*****
بقلمي :عبد الرزاق سعدة
7/2/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق