24/10/2021

الكاتب طراد علي بن سرحان الرويس

ضرورة الإصلاح في مجتمعاتنا العربية
للقضاء على الفساد والفقر والأمية

بقلم: طراد علي بن سرحان الرويس
حرر في تاريخ: ٢٤ / ١٠ / ٢٠٢١م

ان من أهم أهداف الاصلاح في مجتمعاتنا العربية هو القضاء على الفساد والفقر والامية، ومن خلال المقومات والامكانات المتاحة والصلاحيات الكبيرة التي تتمتع بها انظمتنا العربية يمكن تثبيت أركان اصلاح مجتمعاتنا من أجل إنجاز وتحقيق هذا الهدف الإصلاحي السامي الهام، الذي يجب أن تبذل من أجله الكثير من الجهود، وأن يصبح محور عملنا الجاد، لذا كل ما نحتاج إليه أولاً هو إعادة إصلاح تفكيرنا وآلية عمل عقولنا قبل التفكير بإصلاح مجتمعنا وهياكل منظماته، لأن من سيديرها وينفذها هو المواطن الذي يجب البدء بإصلاحه أولاً وإلا لا قيمة لأي عمل إصلاحي آخر، حتى نستطيع التحرر من التخلف ونعيد مكانتنا بين الأمم لتكون مجتمعات خير وإنتاج وسلام، فالمواطن هو مصدر الصلاح والفساد وصانعهما، وهو من يصنع التغيير من خلال فكره الذي ينفتح على سلوكه وعلى علاقته بمجتمعه، وعلى ضوء ذلك، لابد لنا في عملية الإصلاح العملي الواقعي من أن نصلح العنصر الفكري للمواطن العربي لتغيير الذهنية الإنسانية ولتكون ذهنية خير لا ذهنية شر، وحركته حركة عدّل لا حركة ظلم، وانطلاقته انطلاقة الاستقامة لا انطلاقة الانحراف.

إن الوضع الراهن في عالمنا العربي غير قابل للاستمرار (شئنا أم أبينا)، فالمواطن العربي يجّد أن عملية الإصلاح عملية ضرورية ومطلب شعبي، فيجب أن تكون شاملة لتخفيف الاحتقان في الشارع العام العربي وتعزيز وضع مجتمعاتنا اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً وثقافياً، فالإصلاح هو العلاج الأول للقضاء عليهما، ولكن ينبغي أن تتم اجراءات الاصلاح بعيداً عن التسويف والمماطلة والأدلجة والمصالح الشخصية، لأن نشر الفساد بين مجتمعاتنا العربية يعتبر من أهم موانع اصلاحها واتزانها.

لذلك يتوجب على مجتمعنا المدني ومنظماته ان يبادروا الى مكافحتهما بكل السبل المتاحة، بداية من أقل القدرات الى أكبرها حجما وأقواها قدرة، فالجميع يقع على عاتقهم مسؤولية تثبيت أركان الاصلاح 
في مجتمعاتنا بكل قوة، وهذا لا يمكن أن يتم من دون تضافر الجهود وانخراط الجميع كي تعمل وتتعاون معاً من أجل الحد من انتشارهما والقضاء عليهما، كما يجب على مجتمعاتنا في منطقتنا العربية أن تتبنى مظاهر الفساد والفقر والجهل لاسيما بأنهما السبب الأساسي الذي يقف عقبة كأداء في وجه تقدم أمتنا وتطور وطننا العربي ونمو اقتصاده واستدامته.

وما اردت الاشارة اليه، هو أن من أولويات مكافحة الفساد والفقر والأمية هو القيام بوضع خطة عملية علمية مناسبة مدروسة، تهدف الى القضاء على الفساد بأشكاله وأنواعه، وعلى الفقر والأمية، فليس هناك أي مجال للتعايش بين الاصلاح والفساد، ومن هنا يتوجب على انظمتنا العربية العمل على بناء نظام تربوي تعليمي يهتم بتنشئة أبنائنا منذ الصغر وتربيتهم وحمايتهم، وان تكون مسؤولية تربية أبنائنا من المسؤوليات المشتركة والمبنية على قواعد وأسس تربوية صحيحة قائمة على دراسات وبحوث علمية وتجارب ناجحة لدول متقدمة، حيث ان عملية اصلاح المجتمع تبدأ من العملية التعليمية والتربوية، وتتطلب قفزة اخلاقية كبيرة، ومجهودات موحدة وجبارة لتنفيذها.

لذلك يمثل التعليم مجالاً آخر وهاماً في حاجة ماسة إلى الإصلاح، ليس من حيث الكم ولكن من حيث النوعية، فقد نعلم جميعاً بأنه لا يتم تعليم أبنائنا أن يسألوا أو يتأملوا في طرق مختلفة للتفكير، ما جعل أجيالاً سابقة تتربى على الاعتقاد بأن المواطن الصالح يقاس بمدى الولاء، وأن التفكير النقدي لا يصح ويعتبر من الخيانات، وفي الحقيقة يجب أن يستهدف التعليم الى تعلّم أبنائنا التسامح والتفكير النقدي وخلاف ذلك، وكذلك يجب العمل على الإصلاحات السياسية كضرورة للنمو الاقتصادي المتوازن، فوضعنا الراهن 
لا يمكن فيه النمو المستدام أن يتحقق من دون تغييرات سياسية ملموسة ويشعر بها شارعنا العربي.   

دمتم أحبتي الكرام ودامت أيامكم ولياليكم بالعز والخير وبالأمن والأمان والاستقرار.

وتفضلوا حضراتكم بقبول أطيب التحايا والاحترام ،،

انتهى،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...