24/10/2021

الكاتب على غالب الترهوني

مشاوير ..39..
__________

مرت سحابة عابرة فوق رؤوسنا .ظللتنا حتى إجتزنا نصف العمائر إلى أن شدنا ظل ظليل لأشجار الصنوبر وهي الفيصل مابين عمائر الدولة والأملاك الخاصة. .
التقط مهماز لعود يابس وصار يعبث بالرمل .مرة يرسم دائرة كبيرة ومرة يرسم مستطيل .ومرات عديدة يرسم خطوط دون أي فكرة ..بدأ متوتر .قلق عاند خلجات روحه ثم قال ..
كنا صبية صغار نركظ خلف قطيع من الجديان .لا نملك مرعى لنتوارى خلفه .كنا نستجدي مالك هذه المزرعة .كان اسمه جوني .رجل قصير القامة وضخم الجثة .تكسو وجهه مسحة حمراء وعينيه غائرتان .كان يسمح لنا بالرعي على حافة الزروع وكنا سعداء بذلك .كان ذلك قبل أن يتم تهجيرنا إلى تليتماس وتارغلات. كان عمك رجل عصبي لايقبل الإهانة مهما حدث ولا يدرس عواقب أفعاله. حين خرجنا من الديار لم يكن موجودا .لذا قررت انا واخوتي الخروج بالقطيع وحدنا .وعندما عاد للديار علم بخروجنا إلى المرج قرر اللحاق بنا .كنت أنا وعمك عبدالله نقف حاجزا دون تمادي القطيع بالدخول إلى الزروع .لكن القدر كان لنا بالمرصاد في اللحظة التى وصل فيها عمك إلى تلك التبة وصل المستعمر جوني إلى ذات المكان حين تسللت عنزات ثلاث ووقفت على قواءمها وصارت تأكل أوراق شجرة الرمان .حين وقع بصري على العنزات أخذت اركظ نحوها بسرعة إلا أن عمك نهرني وقال بصوت عال ..اتركها تفعل ما تشاء هي أرضنا يارجل. .
وعندما سمع جوني هذا الكلام أخرج مسدسه وارداه قتيلا ..
دفناه في بن جحا على خطى أجداده. 
وها أنت ترى الآن أن هذه الأرض صارت ملكا لأهلها. خرج جوني يحمل خيباته واحلامه المنهارة بإقامة إمبراطورية روما .فقلت . هاهو التاريخ يعيد نفسه .الأتراك الآن يحاولون استعادة إمبراطورية الدولة العثمانية من جديد .ولكن أين لهم ذلك هكذا قال وقد هم بالوقوف ..ضرب كفاية بكف أزال الغبار عن جرده الأبيض وألقى نظرة على المدى ثم قال .هيا بنا امك قلقة عليك ..وصار يضحك ..
_______________________
على غالب الترهوني 
بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...