10/10/2021

الشاعرة شهناز حسين

هل تذكر 
___________
شهناز حسين 

هل تذكر مثلي يا صديقي 
ذلك الزعتر في جبالنا 
ام السنام المتدلي على شرفة 
بيتنا الطني ..
اتذكر تلك البيوت التي تتماسك ،
تتكاثف كقطرات المطر 
كالاقاحي على ضفاف دروبنا 
كالجوري المحترق على ناصية العمر 
تلك النسمات حملتنا 
انا وانت كعصفورين 
صغيرين في مهبها 
وعندها كان الوقت
 يأتي ندى وغبار 
ينثر الحب على قلوبنا 
اطواق عشق 
تطاول المحال 
لم يكن زماننا زمان 
ولم يكن مكاننا مكان 
كل دروبنا أمست للهوى اوطان 
تغدو   بنشيدنا 
ممالك عشق يسكنها
 من بعدنا النسيان 
كانت تدور احلامنا في ساحات الدار 
وفي المرج ،في الأزقة 
وتطارد جنوننا فراشات الحقل 
وتجني دمائنا شقائق النعمان 

اتذكر يا صديقي ...
كم كان يغار النور من ضحكاتنا 
وكم حارت بنا الاقمار 
كانت دورنا قمر 
وفراشات ..
وشفاه ياسمين ..
والندى امواج عطر 
نسافر فيها وتسافر فينا 
وكان لعطر أنفاسنا 
اسرار واسرار 
وتركنا تحت الدالية أرجوحة 
الطفولة 
كنا قد نسجناها من جدائل الشمس 
وكعصفوريين  للعش تدافعنا  
كوثبة للقمر تعالينا في تلك 
الاسحار..
وظل المرج يفترش ارواحنا وصرخاتنا 
ويتدحرج حلمنا على أدراج 
سهولنا وبطاحنا ...
ويزداد ارتقاء شقاوتنا 
في فضاءات الجبال والخيال 
وعندها أدرك معنى  الارتعاش 
في قميص الندى
 ومعنى الدوار 
عندما اسمو شموخا كالسرو والصنوبر 
واعلو واعلو وتنحدر سريعا 
كلما أجابني الصدى 
رحل النهار    ..
في مسافات عبرتنا لكي نبقى معا
ونستمر اصدقاء 
لنا حكاية هنا وهناك 
كنا نسابق الريح 
ونعود خلف الحلم 
كطائرتنا الورقية 
كنا نقتل العتمة في ازقتنا 
ونصفي لبوح البنفسج 
ونستلقي كما النسمات
 على صفحة الماء 
نكتب سطور الهوى 
فتهيج بنا الانواء 
ويشتعل فينا الماء 
وموجه يثار ..
وينحني القمر على أعتابنا   وينتهي البكاء 

هل تذكر مثلي يا رفيقي 
مواسم الأعياد كم جمعتنا قبل الشمس 
بسلال وضياء 
وعلى رصيف الليل نسينا 
تحت الوسادة فرحا وثوبا
 والحذاء  وغطاء ..
وكم قطف الصبح من جبهتينا 
ضوء النهار 
وكم وردة أدمت معصمك 
لتجمع بها سنابل شعري 
وتنثرها مع الرياح 
يدك التي امطرت ياسمين
وعطرا 
وزرعت وردا على خد 
اين انت، اين انا ؟!
اين الزمان؟
 اين المكان ؟
اين المواسم والاعياد ؟!
اين الشتاء الدافئ!
اين المواقد ،اين النار ؟!
اصبحنا رماد للنسيان 
واشتعال الهوى في الذكريات 
كاشتعال الربيع في نيسان 
كم مرة عدونا تحت زخات الحلم 
وأمرت في عروقنا الذكريات 
وتماسكنا كزهرتين بين صخور الوادي 
يجرفنا عشقنا ،كجدول ماء 
كم مرة خلعت معطفك علي 
وغرقت انت اكثر ، واكثر ..

اتذكر يا حبيبي الزيت يسيل
 جداولا خضراء 
من حب وخير وبركة ..
اين الطابون،
 والبابونج في ساحاتنا 
وعلى جدران منازلنا ..
ودجاج الجارة وحبال الغسيل 
وتهاليل   وتسابيح ..
هل غادرت حينا 
هل سافرت رائحة الخبز 
ورحلت العصافير 
وحلت مكانها خفافيش الليل 
فخنقت هديل الحمام 
وأتى الذئب على غنمنا 
وسكنت الغربان ابراج الحمام 
لم تسافر بنا اسراب العصافير 
لأننا وحدنا الحب .
وحدنا الأمن والسلام .
واطواق النسور 
تعلق في جيد الشمس نشيد الحرية 
باقون كجذور الزيتون في الأرض ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...