29/09/2020

الكاتب على غالب الترهوني

بيت على التل (23 )
_________________
مع بزوغ الفجر عوى ذئب أسفل التل سمعت والدي يقول - الآن فقط يمكننا أن نضع أهمية لقيمة الكلاب - 
صلى صلاة الفجر وأمسك بالهراوة التى نحتفظ بها داخل البيت وهي التى هوت بها امي على كبش الجيران حين هجم علي لف خاصته على الوسطه النحيل وأشعل سيجارة تسرب دخانها إلى أنفي وأنا في الفراش ثم أدار اكرة الباب بحذر كأنه يريد أن يتأكد أولا ان ليس هناك خطرا محتملا قد يداهمه على حين غره ثم خرج - 
استطلع السفوح حتى البعيدة منها بدأ من جرف الخيل وحتى حوش سراكوزا وعلى يساره ألقى نظرة على مرتفعات الدخيلة وزاوية المدني غير أن الذئب قد اختفى أو ربما قضى على فريسة في إحدى الزارئب ومضى بها بعيدا - 
ارسلت الشمس أول أشعة صفراء بقص وميضها على التل قررت في اللحظة ذاتها أن انضم إليه وهو جالسا على الصخرة أحيانا أحس كأنه ورث الإحساس بالأماكن والشاعريه العميقة من والده واعمامه سمعت عنهم الكثير كانوا فرسان الكلام واشعارهم تسابق الريح وذكر لي ذات مره أنه أستمع لإحدى قصائد جدي (علي )من خلال المذياع وهو في المدينه وقد انتحلها شخص غريب ونسبها إلى نفسه كانت تتحدث عن أطلال الخضراء ومزارع الزيتون ومروج رأس العيد - وعندما سألته لماذا لم يقدم شكواه للبوليس قال - نحن بسطاء ورغم ذلك نحن مصدر الهام وفرح للجميع نكتب الشعر وسكان المدينة يتغنون به واحيانا ينكرون أنه من عندياتنا - سحب انفاسا متلاحقة من سيجاره ونهض فجأه ثم التفت إلي وهو يقول - أترى هذه المروج وهذه السهول الخضراء لوحة رائعه ابدعها الخالق فيما خلق يجب الا ننظر إليها كثيرا حتى لا نفتقدها ذات يوم سكان المدن حين يأتون إلينا مستمتعين بجمالها يعتقدون أنها حقا من حقوقهم هؤلاء كانوا بيننا ولكن رائحة النفط جذبتهم إلى الساحل ويريدون الآن استعادت امجادهم القديمه وكأن قرانا واريافنا لم يعد ينقصها شئ الا الفتح المبين وكأننا في انتظاره منذ زمن - 
هكذا كان يرى دائما أن هناك صدام غبي تقوده أنفاس متقطعة لبشر ليسوا معروفين وتاريخهم الطويل الذي عرفناه كما يقول أبي أنهم التحموا مع المستعمر البغيض الذي اسكنهم مدن الطوب وطردنا نحن إلى الصحراء ولكننا استطعنا أن نعيش أما هم لا يستطيعون لذا نحن من يرث هذه المروج التى تراها أما نداءاتهم المتكررة بالنسبة لنا مثل عواء هذا الذئب الذي نبحث عنه الآن أن لم يقع في أيادينا غارت عليه الكلاب - 
التحقت بنا أمي وقد جلبت له إبريق الشاي وضعته على الصخرة ثم ظمت لحافها لأن أحدهم يمر أسفل التل بادره أبي قائلا - أين وجدته ياحاج - الرجل كان يحمل جثة الذيب على ظهره - في الوادي السحيق قال الرجل وتوقف للحظة وقد رمى به على الارض وعاد يقول بعد أن ضغط على خضره بكلتا يديه - يبقى ارحم من الذئاب البشريه يا حاج -
_____________
على غالب الترهوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...