العنوان ( خواطر شعرية)
هشام شوقي - مصر
القصيدة :
مَا بِيْ سوى خَمرِ الشِّفَاهِ شرابي
أدمنتُ فيكِ سعادتي وعَذابي
غابَتْ مروجُ العاشقينَ بوردِها
وشذاكِ أحيا الروحَ بعد غيابي
للعشقِ رائحةٌ وسرٌّ غامضٌ
وإذا سألتِ فَلنْ أردَّ جوابي
أخشى أفسِّرُ عَطفتي وصبابتي
مهما -أقولُ- فَلَنْ أُفَسِّرَ مَا بِيْ
للروحِ سِرٌّ لا يفسِّرُهُ الورى
وكذا الهوى سرٌّ من الوَهَّابِ
لو قالَ كلُّ مُتَيَّمٍ تفسيرهُ
كذبَ الجميعُ وماتَ عندَ البابِ
لا تسأليني عن تفاصيلِ الهوى
إنِّي عَجزتُ بجوهرِ الأسبابِ
أقسمتُ باللهِ الذي بعثَ الهوى
بين القلوبِ وسارَ في أعصابي
إنِّي اكتفيتُ بوصفِ أعراض الهوى
لكنَهُ دوماً يضلُّ رِكابي
يا كلَّ إيماني وحرَّ مشاعري
يا موطني أهواكِ أنتِ لُبابي
أنتِ السماءُ نجومها وجمالها
أنتِ الكتابُ إذا قرأتُ كتابي
وعلى صراطِ العاشقينَ محجَّتي
وعلى محاريب الهوى محرابي
صلَّيتُ فيكِ صلاةَ أشواقي وما
كذبَ الفؤادُ وما طَغىَ بشبابي
مازالَ اسمُكِ في دمي بحروفهِ
مِزمارَ (داوودٍ) على أهدابي
لُغتي أحبكِ والجمالُ قضيتي
أنتِ الجمالُ بلا غبارِ ترابِ
لو يحجبونَ حبيبتي لو بُرهَةً
لفقدتُ رُشدي من شموخِ صوابي
يا وردةَ الرحمنِ في ملكوتهِ
ياسدرةَ الأشواقِ في الأطيابِ
ياروح ماء العشقِ يا نسماتهُ
يا بذرةً للخلدِ في الأصلابِ
إني أحبُّكِ دونَ محضِ إرادتي
مخطوطُ ربِّكِ قبل خَلْقِ روابي
إني أحبُّكِ لستُ فيها عامداً
بل دفتر الأقدارِ خطَّ كتابي
لو لم يكنْ قدري أحبُّكِ هكذا
لغدوتُ شيطاناً بغير إيابِ
أنا من شربتُ الحبَّ من كأسِ اللَّمىَ
أنا من نقشتُ على الرّضابِ رضابي
أنا من زرعتُ النخل يسمقُ باسقاً
في مقلتيكِ وعشبةَ الأعنابِ
أنا من رويتكِ من دمي مستعذباً
أني شهيدُ العشقِ دون حجابِ
قولي أحبُّكَ والحياةُ تعودُ لي
وبغيرها سأظلُّ في الغُيَّابِ
قولي أحبُّكَ كي تظلَ إرادتي
في الحقِّ عاليةً كرصدِ شهاب
قولي أحبكَ لفظةً أحيا بها
وبغيرها فأنا دفينُ ترابي
قولي أحبكَ كي تزيدَ علاقتي
باللهِ حبَّاً لا يزيغُ صوابي
كل الكلامِ بلا أحبكَ ناقصٌ
والأبجديةُ صخرةٌ بهضابي
كل الحياةِ بلا أحبكَ لم تزلْ
همجيةَ الأطوار و الأنسابِ
قولي أحبكَ والحياةُ مريرةٌ
ستصيرُ شهداً والشرابُ شرابي
واللهُ قد خلَقَ المحبةَ غايةً
من قبلِ آدم خُطَّ في الأحبابِ
واللهُ أولُ من أحبَّ بكونهِ
وانا على نهجِ الإلهِ خطابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق