كالعادة ها أنا أقف على حافة المساء
و ألملم بقايا دموعي المسكينة الخرساء
بعدما إنتشلت جسدي المضرج بالدماء
عندما قبلني و عانقني الإعياء
فجر العذراء
دخلت تلك الغرفة التي قطعت عنها الكهرباء
تناولت شموعي الهزيلة لأنني أردت لنورها أن يحوم في الأرجاء
تربعت على ذلك المكتب الذي كان يعج بكتب الأدباء و دواوين الشعراء
فطردت الغبار عن دفاتري و تهاطلت دموعي و أجهشت بالبكاء
عندما رأيت كتاباتي طريحة الفراش تصارع الوباء
فجر العذراء
لم أتمالك نفسي و إرتميت في أحضانها و الحزن ينهش فؤادي قائلة:
لا تتركيني
و من حنانك و عطفك لا تحرميني
إن غبت عني يا ترى من سيحميني من سهام العدو التي تداهم عريني
ان رحلت في حضن من سأغفو و من سيقبل جبيني
من سيضم المرهم على حروقي عندما تكويني
الحياة بنيرانها لا تذهبي و لا تدعيني
وحيدة للظلام لأنه لن يرحمني و في زنزانته الموحشة سيرميني
و مع من سأنتظر لأرى بزوغ فجري ان لم ترافقيني و تدعميني
أحبك أكثر من نفسي أحبك حبا جما أرجوك صدقيني
فجر العذراء
فأطلقت آهة قائلة : اه يا فلذة كبدي أصدقك لا لكل داء دواء
لا تقلقي لن اتركك وحيدة و بإذن الله سنتسلق معا القمم الشماء
و سأكون معك في الصراء و الضراء
و أرافقك و احلق معك اينما تحلقين ايتها العنقاء
و في القريب العاجل ستنفجر هذه الغرفة التي يكسوها الظلام بالأضواء
معلنة عن بزوغ فجر جديد هو فجرك ايتها العذراء
الإسم : مريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق