............................
على وجل أسير الدرب الأخير..
مغادرا وجه الصباح بعيدا بعيدا..
وفي القلب بقية نزف..
تشتاقها تلك الأوراق الظامئة..
ربما كانت بقية طبع أن نملأ الصفحات البيضاء بمداد أسود..
وربما كان جنوح اليراع ذات سهو..
لنهدي إلى النسيان بقايانا..
والحياة غير عابئة..
غيبت وجه السؤال الحائر على شفتي من ألف انتظار..
أطفأت قنديل الضجيج في أطراف أصابعي..
ولا يزال القلم عاكفا في محراب السطور..
يكتبني..
آاااخر فصل في رواية عمر على ملة الاحتضار..
أو ربما بيتا في آخر قصائد الرثاء في عصر يمقت الشعر..
وينعت الشعراء بالكفار..
هناك قرص لشمس الشغف يوشك على السقوط من عليائه..
ويعتزم الخروج من المدار..
هناك قافلتان من سفر على حدود عينيك..
بين نقطة وفاصلة تلتقيان..
على خط التواز..
واحدة تعود خاوية الوفاض بعد طول ترحال في ترهات الكلام..
والأخرى..
توشك على مغادرة الديار..
تاهت في تلك اللجج حجتها..
فلم تعد تدري أليلا تروم بحثا عن سر قديم..
أم تبتغي ضوء" كي ترى ما أخفي في ثنايا الكلام المكبوت من ألف صمت..
فتبحث عاجزة عن أحاديث النهار..
عن وعد أخلفناه بملكنا..
عن عهد ممزق في متون القراطيس قد سطر..
ثم ألقي في سلة مهملاتك..
حينما قررت التخلي عن باليات دثار..
حينما أشرعت النوافذ لعهد جديد..
وأسدلت على دينك القديم بقايا ستار..
ونسيت..
أني مكتوب من قديم الأزل بين صفحات دفاترك..
أني محكوم بك..
تطاردني لعنة مشاعرك..
حرريني إذن..
واطرديني من روحي بين جنبيك..
واكتمي صوت قلبي..
واقتلي الياسمين الباكي بين كفيك..
يسألك..
بأي ذنب حولته شوكا..
وبعض جمار..
وما زلت أشكو لذلك الليل الحزين مثلي أوجاع غربتي..
ويشكو لي هجران الأهل والخلان والسمار..
ترهات هي..
كلمات على ملة الضجر..
لم أعد أدري أأنا الذي كنت رقيقا أكثر مما ينبغي؟!..
أم أن ما بين جنبيك بالأصل قد من حجر؟!..
لا عليك..
فقد زيفت الحقائق كلها..
وبدلت تاريخي..
ونعت نفسي بالقبح والدمامة وال..
بطر..
ورسمت وجها فوق الجدران لا يشبهني..
وخلتني على حر الهجير أعيش حلما عابثا..
كحلم جدباء الأرض بالمطر..
خيال صابئ أمسى يقتات ذاكرتي..
وأنا أفك أزرار لهفتي..
وأجوع بطون الأمنيات..
فأرسم حدائق الأغنيات..
وأزينها بلحن الأنين الأخير جبرا..
دون اختيار..
ألعن قداستي..
وصورة ملك أنحلتها وجهي..
وأنعتني بذلك المطرود من عتبات الجنان..
موشوم بك منذ الصغر..
من مهد الهوى في أم قلبي..
إلى أن وضعني هواك في خانة الفجار..
وها أنا أبتعد الآن فلا تبتئسي..
مغيب عن ذاتي..
أبحث لي عن وطن حدوده متر وبعض أشبار..
بالكاد يكفي لإقامة عرس لجثمان..
سيشيع إلى مثواه الأخير..
فما أروعها لعبة الأقدار..
مضطرة أنت أن تمحي من صفحاتك..
تاريخ حضارة بعد طول صمود توشك على الانهيار..
وما حاجتك إلى اختبار صعب أهديك فيه الحياة..
وترسمين لي فيه أقرب طريق للانتحار..
وما حاجتك للاعتذار وال.....والاضطرار..
أنا يا سيدتي ما اخترتك سلسبيلا تنهمي منه أوجاعي..
فلا تبكيني..
لا تأسفي..
ولا ترهقي نفسك في شق دروب الاعتذار..
ماذا يعنيك إن مت ألف مرة أو لم أمت؟!..
فما قررت الموت إلا لما رفضتني عيناك..
وعيناك وطني..
كم كانت رحيمة حينما أهدتني موتا رقيقا جدا..
كرقة الفراشات..
كم كانت عطوفة حينما أقبرتني حيا..
وأهدتني كفنا مزركشا وقنينة عطر كتذكار..
كم كانت بائسة حينما بكت على قبري..
كذبا..
وحينما أضرمت في الحشا نارا..
كذبت نفسي..
حاشاك..
معاذ الله..
أن تكوني من أهداني إلى النار..
وقد ملتني الحياة..
فلا ضير أن أنزف من شريان دهشتي ما يكفي لإقامة خمسة فروض من عجب..
،وركعتين من ضوضاء..
والجنازة من صخب..
وتلاوة خاشعة في محراب الوداع..
قنديلها حطب الضلوع..
وأجراسها بضع زفرات وشهقة..
تفارق بها الروح أرض الحياة..
وتستريح من التعب..
فلا لوم عليك ولا ذنب..
وقد كان الموت بالنهاية قراري..
تبا لي..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
................................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق