تردد .فقد كان عريسا ثريا ولايمكن الإعتراض عليه وغادرت الفتاة لبيت زوجها .والذي كان قصرا منيفا في أرقى الاحياء السكنية يحيط به حديقه غناء .كان عالماً جديداً وغريبا بالنسبة للفتاة التي تربت في بيئة بسيطة وحي شعبي بسيط.
ولكنها سرعان ما تأقلمت مع الوضع الجديد وتعودت عليه .
وكذلك تزوجت أخت الفتاة الحسناء من موظف حكومي. يعمل بأحدي المصالح الحكومية . ومرت السنين أنجبت زوجه الموظف الحكومي ثلاثة أطفال ،وكانت في غاية السعادة والهناء مع زوجها .فقد كانت تتمتع بحياة زوجية سعيدة ومستقرة.وعلي الجانب الآخر كانت أختها الحسناء في خلاف دائم مع زوجها ولم يرزقها الله بالأطفال. وكان لهذا الأمر أثرا سيئا جدا على حالتها النفسية وعلاقتها بزوجها . فكم كانت المسكينة تتألم حين كانت تذهب لزيارة أختها فتجد البيت يمتليء بهجة وسرورا وصوت الأطفال وضحكاتهم تملأ المكان.
وتشعر بتلك المودة والمحبة والدفء في علاقة أختها وزوجها (فتحدث نفسها كم هي محظوظة أن رزقها الله بهذا الزوج الحنون وهؤلاء الأطفال الرائعين) . ويمتليء قلبها بالألم والحزن وترثي لحالها فزوجها دائم الانشغال عنها بأعماله وصفقاته ،وكثيرا ماتقضي الليالي الطويلة وحدها في القصر الكبير لغياب زوجها . كم تشعر بالوحدة والألم . إنها تحس ببرودة تسري في جسدها وتحس ببرودة المكان وحوائطه من حولها . وكثيرا ما استسلمت لوساوس الشيطان وحسدت أختها ونقمت عليها ثم تعود فتستعيذ بالله من الشيطان وتحمد الله على نعمة التي لا تعد ولا تحصى ..ثم تنظر من شرفة المنزل إلي الحديقة الغناء وترتسم على وجهها ابتسامه عريضه حين يتردد صوت طائر البلبل الجميل في المكان وتستمع له في نشوة وتسافر بخيالها لعالم جميل.
بقلم رومي الريس
بعنوان/التوأمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق