ما كُنَّا....
صار الغروبُ وشيكاً في ليالينا
لسنا ملائكةً لسنا شياطينَ
بل قد خُلِقنا بضُعفٍ لسنا نُنكِرُهُ
أوجسنا منهُ لِنَنْسىَ ما بأيدينا
ثُمَّ التَحَفنَا الأماني بينَنَا ظَهرَت
تُعمي العيون بوهمٍ راسخٍ فينا
بدَّلنا غدرا بغدْرٍ كُنَّا نَجهَلُهُ
حتَّى الصديق القريبُ بات يُبْكينَا
حَتَّتْ سنينُ العمرِ فينا أقبيةً
ترَى الَّذي قد زاد رمْلَهُ طينَا
فَضَّ الحُليَّ و خسَّ منهاَ أنْفَسَهَا
باعَ و رخَّصَ سِعراً صار يُعيَّنا
يُدمي الَّذي بالأمسِ كان يحْضُنُنا
بعد السقوطِ تَبادَى طعْنَه فينا
يا ليتنَا ما شَرِبنَا الماء في كدرٍ
ما كنَّا يوما طعِمنا منه غسلينا
و ليتَنَا خُيَّرنَا قبل أن نَهوى
ما كان فينا أسيرا أو مسَاجِينا
ما كنَّا نبكي بنارٍ جمرُها ألم
أو كنَّا في الرَّمضاءِ رغم ساقينا.
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق