أدبيات الحروف:
إليكم أيها السادة،
ما استخلصت إليه العبر و اﻹفادة،
من أمر تفشى في الناس...
حتى أصبح عندهم سيرة وعادة،
أن يدخل اﻹنسان سوق رأسه،
وأن يبتعد ما استطاع عن بني جنسه،
اتقاء وحرصا على شره ونحسه،
فالناس في هذا الزمان،
تجردت منهم خصلة البر واﻹحسان،
وجوه الرهبان، وقلوب البهتان،
لا أمان لهم لا إيمان،
يقابلون المعروف بالجحود و النكران،
إن كان لهم عندك احتياج،
جاءوك كالعجاج،
مهللين بأرقى المزاج،
براقين كبلور الزجاج.
يمدحون ويشكرون،
وفي شخصك يتمسحون، وإليك يتملقون،
حتى إذا بلغوا منك ما يحتاجون،
وأدركوا ما يريدون،
إن كانوا أقارب، جمعوا وحزموا الحقائب،
ورحلوا عنك بغير أدب وواجب،
وفشوا أسرارك للحاضر والغائب،
وقولوا حولك المقالب،
أما إن كانوا معارف وجيران،
فصحبتهم كصحبة الذئب للخرفان،
يدخلون بيتك بعيون جاحضة
ورموش تتمايل كالميزان،
يتصفحون البيت والأركان،
بكامل الدقة والإمعان.
يديعون أخبارك بالتدقيق،
من اﻷثاث حتى اﻹبريق،
قلما تجد بينهم صديق،
يلازمك في ساعة حرج و ضيق.
ناهيك عن صحبة العمل،
مكر مغلف بالدجل،
ولسان وديع كالحمل،
يتقاطر بشهد العسل،
غيبة ونميمة بلا وجل،
وقلب بالغيض مرتجل.
نسأل الله أن يحفظنا من مكرهم،
وينجينا من خبث نيتهم،
وسوء غيهم وحسدهم
وأن يهدينا ويهديهم ،
إلى طريق الخير والرشاد
فهو المطلع على قلوب العباد.
بقلم.
محمد السوارتي الادريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق