على رصيف البحر
وقف النورس
يناجي الملح
العابر لجسد مصلوب
في موج هادئ
منهك
استسلم لظلمة الليل
خائف
يرجو نجمة
غطت نورها
غمامة مسافرة
تنتظر ضوء
شموع السماء
لتكمل مسيرة الملح
علها تصل بسلام
إلى رصيف الأحلام
فالنوارس
تنتظر ذاك الصوت
ليزلزل الرمال
يوقظ سكونها
يبعثر حياتها
يقبل و بعنف
أحضان الشطآن
من رضابه
يقتات النورس الحزين
يرحب ببقايا الهيجان
يعانق ملحا
جاء من الضفة الأخرى
مد ألسنته
للحظات
ثم في غفلة من النوارس
ينسحب
فهي عادته من زمان
ليترك مرارة في حلق اللقاء
لكن النوارس تعرف
أن الملح عائد
ليأخذ بقايا أجساد
سقطت سهوا
عانقت دفء حبات الرمال
سيعود ليعانقها
ربما وجدها
و ربما عبثت بها أياد عابرة
ليتذوق الملح
مرارة الفقد
سيبكي بحرقة
لكن دموعة
سيبتلعها موج أعمى
بقلمي /سعاد شهيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق