<<الجدارُ الأوّلُ>>
■▪︎□▪︎■▪︎□▪︎■▪︎□▪︎■
على جدران تلك الغرفة
أرسم بأقلام الحزن الأمنياتْ
أنقشُ على ذلك الرّكن
صورة حبيبتي
التي لا تكون حبيبتي
أرسم تلك العيونْ
وأغرق فيها إلى حدّ الهذيانْ
أرسم الشّفاه بكلّ الألوانْ
أرسم تلك النّبراتْ
التي تعزف أجمل الألحانْ
تلك الجدران تضجّ بالجراحْ
تكلّمني تلك الصّورة
تقول :
أَ لمْ تكتفِ من الأحزان ..؟
أَ لمْ تشرق على جسدك شمس الصّباح ..؟
ثمّ تقول لي :
أنا يا سيّدي لم أخلقْ لكَ
جسدي اِمتلكه أحدهم
كتب اِسمه في السّماءْ
على صحيفة تسمّى القسمة والنّصيبْ
ونُقشت في لوحٍ محفوظ
في دهاليز الأقدارْ
يا سيّدي أتيتَ متأخّرًا
متأخّرًا جدًا
لا أستطيع أن أهبك شيئا
لم يتبقَّ منّي شيء
الزّمن سرق منّي كلّ شيء
إلاّ الرّوح مازالت معي
خذْ يا سيّدي تلك الرّوحَ
ودعها قربك تراقصك كلّ يوم
جميلٌ جدّا يا سيّدي عشق الأرواحْ
نقيّ يا سيّدي هذا العشق
لن تلوّثهُ الخطايا
ولن يغرق في بحور الذّنوبْ
سيفنى الجسد ذات يوم ويصبح
رمادَا
ويذوب في بحور النّسيان
لكن تبقى الرّوح تتنفّس الرّوحْ ...
✒ توفيق الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق