علمت ُ بأن زائراً غريباً جاء ممتشقاً الى قريتنا ٠
دخل البيوت وجال في الشوارع والحارات وآنس كل المنازل ٠٠
و آلتقى الناس ُ جميعاً ٠٠ صغاراً وكباراً ونساءً وشيوخ ٠٠
تحدث مع الأطفال وحاورهم ٠٠
بحثتُ عنه في كل الأماكن التي زارها حتى وجدته ٠
سألته ُ من تكون وما خطبك َ أيها الزائر وماذا تريد منا ٠٠٠
لكنه قبل ان يجيب نظر أليّ في حزن وأنهمر الدمع من عينيه وأجهش بالبكاء ٠٠٠
قال لي بصوت ٍ خافت ٍ متقطع ٠٠٠
( أنا العيد ) ٠
قدمتُ أليكم أحمل البهجة والسرور والفرح ٠ تجولت ُ في قريتكم ودخلت البيوت والمنازل والحارات ٠٠ تحدثت ُ مع الأطفال ٠٠
ومع الشيوخ والنساء ومع الرجال الإشداء ٠
وجدت اليتيم ، والجريح ، والمريض ، والفقير ، والجائع ، والأرامل ، والثكالى ، والمهجرين ، ورجال العزم المقهورين الذين غلبت عليهم الديون وضائقة الحياة والقهر وبؤس العيش ٠٠٠
سألت الأطفال عن ملابسهم والعابهم عن الحلوى والسكاكر في العيد ٠٠
وسألت الكبار والرجال عن القهوة وعن اللحمة والفروج وضيافة العيد لم يجبني أحد ٠٠٠ولم أحصل ولا على ضيافة مما ذكرت ٠٠
أصبح من الصعب عليهم شراء مثل هذه الكماليات ٠٠ حتى الفاكهة صارت بالنسبة اليهم من الأمور الصعبة جداً ٠٠٠
شاهدت ملابس من البالي وأحذية مهترئه ووجوه مقهوره ٠٠
عرفت ُ عندها أني أخطأت بالمجيّ
وأحسست بالندم على قدومي
وبأني أخطأت الهدف ٠٠
وها انا قررت ان اعود من حيث أتيت ٠٠٠سأرحل لا مكان لي هنا ٠٠
أعتذرت من الجميع ٠٠٠
دون القول من عودينا ٠٠٠
أو ينعاد عليكم بالخير ٠٠٠
وأي ُ خير
لقد سرقوا منكم الفرحة والبهجة ٠٠
وسرقوا جيوبكم ٠٠ونهبوا ثراوتكم وخيرات بلادكم وسلبوا منكم لقمة العيش وأستابحوا عزة النفس لديكم ٠
وغابت عن أطفالكم ضحكة العيد وفرحته ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠ وداعاً لن أعود اليكم
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠وداعاً سأرحل عنكم
حتى يذهب عنكم هذا البلاء وهذا الوباء الذي حل بكم وجثم على صدوركم منذ سنين ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠وداعاً ايها المكلومين ٠٠
بقلمي مروان خليل نصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق