بين الموت والعودة..!!
..........................
قال..
وبينما أنا أنسج عباءة الانتظار بخيوط نبضي..
على أمل بصبح قريب..
إلا أن قدومك محكوم بمؤبد الغياب..
أقتات الصبر رغيفا تلو آخر..
وأستنفذ آخر رمق من الحياة..
بنكهة عينيك..
ماذا يبقى بعد احتضاري؟!..
إلا أرائك فارغة..
،وأرصفة تبكي المسير..
وإمارات دهشة تنكتب في ملامحي..
كلها أنت..
فأينك الآن مني؟!..
ما زال ذلك السؤال يرتاد شعاب الذاكرة بلا كلل..
ويجوب أروقة التطلع دون توقف..
حافي القدمين..
مهلهل الثياب..
كمجنون يهيم على غير هدى..
أفقد على إثره بصيص نور كان ينبعث من تلك الكوة الصغيرة بين الجنون واليأس..
ولكنه يتباعد في المدى لاهثا خلف خطوات أوغلت في البعد إمعانا في الجحود..
عابس حبري..
يخطك بين كاف الكينونة..
ونون لست أدري على أي ملة ولدت..
ومن أي مادة كان مدادها..
أمن نار تستعر بين الضلوع؟!..
أم من بقية أمل كان يضيء دواخل استحالت بالهجران ظلمة حالكة..
حتى ضاق ال..
وضاااااق المدى..
وهل جعلت الكاف والنون في اللوح لبشر؟!..
بأي ثمن نشتري تلك المسافات؟!..
وهم جردونا من ذواتنا..
وعلى قارعة اللظى باعونا بلا ثمن..
عجيب أمر ذلك القابع بين الضلوع..
كيف يستمرئ الوجع؟!..
ويهدي عند الموت قلائد الياسمين..
نظير إشارة من كف أهدته سما زعافا..
وحفرت ضريحه كي تقبره وتستريح..
كانت أحلام الأمس القريب محض أمنيات..
أدونها على رقعة من الروح لأسرها إليك ذات لقاء..
لكن من خلق للعناء كيف يسمح له البوح؟!..
وبين تلك الصحف النازفة والمداد الذي جف..
أودعت آخر ما كان بالقلب من أحلام الصبا التي لم يكتب لي أن أعيشها ولو على سبيل الوهم..
ذكريات هي..
تتكدس في آخر بقعة من ضوء..
يا أنت..
هاك تذكرتي..
إلى الموت..
بتوقيع هجرك..
فلتكن أغانيك آخر ما يقرع مسمعي..
أنشودة وداع..
ولحن ممزق..
وبكاء ناي..
ودمعة مسافرة في المدى البعيد..
ترى هل تجمعنا تلك الدروب مرة أخرى؟!..
هل تحن الرمال لأثر خطانا مرة أخرى؟!..
هل تشتاقنا المساءات مرة أخرى؟!..
هل يبكينا القمر وتغار منا النجوم وتسامرنا الأفلاك مرة أخرى؟!..
لا لشئ إلا..
أني تمنيت أن أهديك آخر باقات الياسمين..
عندما يقدم العيد..
عطرا لكفيك..
أو..
أو عوضا عن عمر أفنيته هدرا..
قد لا يعود..
أو نظير حرية في هواك كنت أزعمها..
فمت محكوما..
بضيق السلاسل..
ووجع القيود..
عذرا سيدتي إن كنت أهذي..
لكنه الفراق يجمعنا مرة أخرى..
ومرة أخرى..
يفرقنا وهم اللقاء..
دعينا نعترف بلا كبرياء..
جمعنا يوما زيف الأماني..
وفرقنا إفك الوعود..
فلا عليك..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
................................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق