وجع مكلوم يرافقني على مائدة الطعامْ
يسدّ النفس حتى عن الكلامْ
سخف هذا الزمن..
لن أعاتبك فلا جدوى للعتبِ والملامْ
تتشكل الوجوه المغبرّة في الأواني
وتصطف الأمكنة المهجورة في المآقي
هناك تحت الجسر الممدود
ضاعت زهرة
وضاع أمير
وشاب الصغير
بطون خاوية
وأجساد ترتجف
وأحلام صغيرة
ملجأ ومأكل وحصيرة
سيدي.. بأي رتبة كنت
تئنّ موائدك بما حملت
وتضجر أوانيك وما اكتملت
وتقر عيناك بما اكتحلت
ولكن..
في الطرف الآخر
موائدهم غزاها القحط
فهجروها كما القطط
يجوبون الأزقة الخاوية
يبحثون عما يسد الرمقْ
تجول أعينهم في مسارات بلا أفقْ
آه لا محفّز ولا ألقْ
قلق يحتضن قلقْ
الجوع كافر سيدي
أيتام حارتنا هم أيتامكم
وأيامهم السود.. وشوم على جباهكم
تعفّرت ملامحهم بلون الأرض
فقدوا السند وبيع العرض
فهل يقبل الصيامْ
وفارغو البطون ساهمون نيامْ؟
بقلم: عبدالستار الخديمي-تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق