24/02/2020

الكاتبة د. ولاء أيمن

قصة
مالحة لكنها كالمسك
للكاتبة د: ولاء أيمن 
إنه يسكن بالقرب منها ويراها دائماً وهي ذاهبة إلى جامعتها كل صباح في حماس كانت في غاية الجمال والرقة ولكن منعه خجله من التقرب إليها أو الحديث معها كان هو شابا عادياً ليس لديه الكثير من المال أو الجاه ولكنه قرر الارتباط بها فتقدم إلى خطبتها من والديها وطار قلبه فرحاً عندما وافق والدها علي الخطبة فهو علي وشك أن يكون له بيت وأسرة مع حبيبة عمره دعاها إلي تناول فنجان من القهوة في إحدى الكافيهات الجميلة الرومانسية كان مضطرباً جداً ولم يستطع التحدث في بداية الامر وهي شعرت كذلك بالخجل الشديد فهي لأول مرة تجلس للتحدث مع شاب وفجأة خرج الشاب من خجله وأشار إلي الجرسون قائلاً : رجاءاً أريد بعض الملح في قهوتي نظرت إليه باستغراب ولكنها لم تشأ أن تسأله عن ذلك حتي لا يخجل أكثر شعر الشاب بذلك فبدأ يشرح لها قائلاً عندما كنت فتى صغيرا كنت أعيش بالقرب من البحر كنت احب البحر وأشعر بملوحته فأصبحت أحب القهوة المالحة لأنها تذكرني بطفولتي وأجمل ايام حياتي تأثرت الفتاة بكلامه تزوجا وعاشا سنوات طويلة معاً في سعادة وهناءفقد كان رجلاً ذكياً طيب القلب حنون وحريصاً علي زوجته وأولاده،وكانت تشتاق إلى رؤيته كلما أخرج رأسه الأصلع من خلف باب بيتها وهو يودعها وكانت الزوجة تصنع له كل صباح قهوته المالحة لأنه يحبها هكذا بعد مرور أربعين عاماً علي زواجهما توفاه الله بعد أربعين عاماً من الحب والود مع رفيقة دربه الوحيدة ولكنه قبيل موته عندما شعر بقرب النهاية ترك لزوجته رسالة هذا نصها : سامحيني يا زوجتي الحبيبةلقد كذبت عليك طوال حياتنا مرة واحدة فقط أتذكرين أول لقاء بيننا في المقهي ؟ كنت مضطرباً جداً وفي قمة الخجل وقد أردت أن أطلب سكر لقهوتي ولكن بسبب توتري قلت ملح بدل السكر ولم أستطع العدول عن كلامي فاضطريت إلى الكذب ولكنني خفت أن أطلعك علي الحقيقة بعد ذلك حتي لا تظني أنني بارع في الكذب وتخافين مني ومن تلك اللحظة قررت ألا أكذب عليك مرة أخرى أبدا مهما كان الثمن ولكنني قررت أدفع ثمن كذبتي عليك أنا لا أحب القهوة المالحة علي الإطلاق فطعمها سئ للغاية ولكنني شربت القهوة المالحة طوال حياتي معك ولم أشعر بالضيق أو الأسف أبدا بسبب شربي لها لأنها السبب في وجودك معي بقلبك الحنون وحبك الرائع لو أن لي حياة أخرى في هذه الدنيا أعيشها لعشتها معك حتى لو كنت سأشرب القهوة المالحة في هذه الحياة الثانية قرأت الزوجة الرسالة ودموعها تنهمر علي الورقةوفي يوماً ما سألها ابنها : يا أمي ما طعم القهوة المالحة،فأجابت : إنها على قلبي أطيب من السكر إنها ذكرى عمري الذي مضى وفاضت عيناها بالدموع 

.

. .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...