ذاك الشحوب علي وجهك
كغبار أثارته ريح عاتية
وقامتك النحيفة
كنخلة لم تنبت في الصحراء
تمشي كمن يحمل
اعباء العالم على كتفيه
كنت مدللا في الصغر
ومغرورا في الشباب
والآن صرت لاجئا
تبحث عن قلب يحتويك
او بمعني أصح يجمع
ما تبقى منك
أوراق الأشجار تتجدد باستمرار
وفي كل خريف تتعرى الأغصان
دون خجل
وذاك العش
تناثر قشه في كل مكان
بعد ان هجرته الفراخ
فور فقص بيضها
الأبواب ظلت موصدة
منذ زمن بعيد
والمزلاج اصابه الصدأ
والحارة سادها الصمت
إنها الايام تلعب بنا ومعنا
لعبة الورق
فوق طاولة الحياة
فتكسب دوما
بينما نحن نتجرع خسارتنا
في صمت
قمة الجبل المرابض هناك
ارتفعت قليلا
او ربما تهيأ لي بسبب
ضعف بصري
لازلت أحفظ أغاني الغرام
واتذكر سهرات الزمن الغابر
وكذلك حظك العاثر
يوم قررت الرحيل
المقعد الخشبي في تآكل
والطاولة لازالت بالحديقة
تستقبل كل عام
زواز الطبيعة
من مطر وبرد
فتبكي وتشكو من الوحدة
لا شيء يستحق البكاء
إلا غياب نفسي
وعصيانها أوامري
لازلت تعيش على وقع الماضي
رغم ان كل شيء تغير
حتى سمك نظاراتك
ومعطفك من الطراز القديم
ربما نلتقي مرات ومرات
وربما لا تسعفنا الحياة
مزق كل تلك المذكرات
وابدأ صفحة حياتك وعكازك
وانتبه لنفسك
قد تخونك الايام
كما خنت من قبل
نجات بورشة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق