بين الامس واليوم
🖋 بقلم فاخرخالدالموسوي
حين يخبرنا علماء الاجتماع ان الانسان وقود الحضارة ، تتضح بجلاء مقولتهم تلك ونحن نرى تقلب الاحوال في عمرنا القصير وكمية التغييرات والتضحيات التي نعطيها من اجل تلك الحضارة وذلك التقدم
لا اقصد التضحيات (المادية او التضحيات بالارواح ) فتلك قضية أُخرى..
انما المقصود بتلك التضحيات ما نفقده من برائتنا وجمالية عاداتنا وسلوكياتنا كطريقة مأكلنا ومشربنا و (لعبنا )
حين كنا صغاراً كانت للاشياء قيمتها وأهميتها الكرة المصنوعة من (النايلون )التي نشتريها بمصروف يومين او اكثر لها قيمتها وكان صاحبها الامر الناهي بين اقرانه في لعب الشوارع ...
وحين تدهسها احد السيارات المارة نضع اصابعنا في آذاننا لا خوفا من الصوت وانما خوفا لخسارة مصدر سعادتنا وهي تسحق تحت ضغط اطار السيارة فتتعالى الصيحات تصاحبها لعنات تلحق صاحب السيارة الذي نادرا ماكان يخفف من اجل ان لايسحق كرة فرحنا ..
الابتكار في صنع طريقة اللعب كان بحد ذاته متعة لاتضاهيها اي متعة (الختيلان_الشحيتان_
القاضي والحرامي الچعاب_الدعابل_التصاوير
كل لعبة لها موسمها وطقوسها لاتختلط الالعاب بعضها ببعض اذا حل الشتاء تبدأ لعبة (الدعبل او جمع صور الممثلين والرياضين) في كل المناطق فلا تجد لعبة غيرها تلعب كأنما هو تخاطر ذهني مشترك بين كل الاطفال ،، الالعاب الموسمية كان التحضير لها وجمع ادواتها بذاته تحديا (سبع سيفونات ) ونحن نبحث في قمامات البيوت عن ( اقباق قناني المشروبات الغازيه ) كانت نصف المتعة..
اما الصناعة اليدوية كانت صناعة (#الطگطاگة ) تمثل لنا اكبر التحديات فالطگطاگة من الاسلحة المحرمة من قبل الاهل لما تصدره من ضجيج ...
لم تبقى (بوفيه ) سالمة في بيوتات اهلنا فالاطفال ينتهزون الفرصة لخلع (قبضة ابوابها ) التي كانت تربط بالغالب ب (مصران ) او جلد بلاستيكي على خشبة و تثبيت مسمار ب (تچة ) على الطرف الاخر ومن ثم تهريب مستمر ل(شخاطات المطابخ ) التي يوضع كبريتها في فتحة مقبض الباب ويغطى بالمسمار ويضرب بقوة على الارض ...
ومن الالعاب المحرمة (المصيادة) التي لم يسلم منها عصفور او زجاج نافذة .
اما الالعاب التي كانت تمنع منعا باتا هي (#الصگلة ) التي كان اهلنا يعتقدون انها تجلب (الفقر ) كل هذه الالعاب وغيرها كانت مقرونة بالجهد #البدني_والعقلي_والمشاركة_الجماعية مع الاطفال الاخرين
كل ذلك تم التضحية به بقطعة بلاستك مضيئة تسمى (موبايل ، ايباد ) جعلت من اطفال اليوم كسالى خاملين وخامدين مرهقين متباعدين اجتماعيا كثرت فيهم امراض التوحد والقابلية على الانحراف وقل تقديرهم للاشياء فلم تعد الكرة وتشكيل الفريق والانتصار على فريق المنطقة المجاورة يحفزهم ولا صنع الالعاب التي تنمي الجانب الابداعي تهمهم ولا الهروب في لعبة الشيحتان (المطارده) يقوي عظلاتهم اليوم اصبحوا رهناء البيوت رقابهم منحنية وعيونهم محاطة بهالة سوداء يضحكون و يحزنون ويتشاجرون مع قطعة تربطهم بعالم ليس له وجود الاشياء حولهم فقدت قيمتها لم يعد (ديلاب الهوى ) هو اعلى نقطة يصلونها ويشعرون بأنهم يعانقوا السماء فهم يوميا يهبطون بمظلات في لعبة (البوبجي) ولم يعد (القفز بالحبل او التوكي )
ينثر ضحكاتهم فهم يضحكون باليوتيوب على شخصيات (لينا وروما )بشعرهم الاصفر وعيونهم الزرق وتتفتح مقلهم وتنفرج مضاحكهم على تحشيشات بقلة ادبها و سخف الفاظها ...فقدت (الكليجة ) لذتها بفم الاطفال فقد اعتادوا ان يأكلو الكيك وكل ماحملت البضائع من دول العالم .. لم يعد يزرع الاطفال فينا الامل بالمستقبل فهم مشغولون بزارعة المزرعة السعيدة (hay day) وصارت يچد الاب التعبان وياكل ابنه وهو يلعب كلاش اوف كلان)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق