همساتي :
أَوْرَيْتُ جفنا بالسّهاد تَصبُّرا
فَجَرَتْ ينابيع المدامع كوثرا
عجبي لعينٍ في لظًى إٍنسانُها
يسقي بنهر الجمرِ خدا أحمرا
أرسلتُ روحيَ تحشر الأطياف لي
حلما يسافر في المدائن و القُرى
فلعل طيفك بالرؤى متلبِّسٌ
يجلوه من أضغاثه سِحرُ الكرى
يا طيفها إني أُعيذك بالذي
جَبَلَ القلوب على الجمال فصوّرا
أقبلْ فإني قد رأيتك جذوة
في طُورِ شوقي كالكليم ، أما ترى ؟!!
ما إن تجلّى ذكرها ، دَكًّا غَدَا
قلبي ، و خرَّ نياطُهُ و تبعثرَا
فأتى و ألقى في الفؤاد عِصِّيَّهُ
فتلقّْفتْ كيدَ الحنين و ما برى
و ذكرتُ أياما تُعانِقُ وصلَنَا
في الروض سكرى ، لا تباع و تشترى
يا وردة سكنت شغافي عندما
رمقت بجفنً كالنسيم إذا سرى
هو زينة للناظرين و فتنة
للعاشقين و بلسم يشفي الورى
يجري بضفة ثغرها خمر و لي
شوق إلى رَاحِ الضفاف إذا جرى
ذاك اللّمى جمرٌ تناثرَ في فمي
وا حرَّ قلبي ذا دمي قد سُعِّرَا
قد جِئتهُ ضيفًا تَقَاذَفُنِي السرى
لمّا لمستُ شفاهَه ...صارت قِرَى
و ضممتها ...يا ويح روحي ضمّةً
شهِق الفؤاد لسحرها ...أوما درى ؟!!
أني أضُمّ خيال روحٍ راحلٍ
ها طيفُها آلٌ تبخَّر في الثرى
و صحوتُ من سِنَتِي و سُكْرِ حشاشتي
غٌصنًا تثاقل بالأسى فتكسِّرا
يا صبر أيّوب المجالدَ ضَعفَه
يا حزن يعقوب ...الكظيم لِما جرى
لا قلبَ مُغتَسَلٌ ، ركضتُ به دوًا
لا ريحَ يوسفَ... لا قميصَ مُبشِّرا
و جَرَتْ دموعيَ كوثرا و تفجّرت
لا ينفع المشتاق أن يتصبرا ...
لا ينفع المشتاق أن يتصبرا...
محفوظ مارس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق