تظاهر المليونير بالافلاس
وأنه فقد كل ثروته ولم يعد يملك من حطام الدنيا شيئا تخلى عنه الجميع زوجته الشابه التي كانت تمثل عليه الحب حين كان يغدق عليها بالمجوهرات الثمينة والهدايا
وكذلك أعز أصدقائه ابتعدوا عنه كأنه مصاب بمرض معدي فروا مبتعدين كأنما يفرون من الأسد ...ما الذي حدث؟ لقد كانوا هنا بالأمس يحيطون به من كل جانب يتوددون إليه ويتمنون رضاه ... ذهب إلى الجميع ووقف ببابهم بملابس رثة وعينين ممتلئتين بالدموع و اخبرهم أنه أصبح مفلسا ولا يملك شيئا وكانت المفاجأة المذهلة لقد أغلقت بوجهه الأبواب الباب وراء الباب وفي آخر الأمر... قرر الذهاب إلى بيت سائقه طيب القلب ،وطرق الباب
كان الوقت متأخراً جدا والجو شديد البرودة
فتح الرجل الباب وحين شاهد سيده واقفاً ترتعد فرائصه.. لم يصدق عينيه أخذ يفرك عينيه بقوة وكأنه في حلم
مساء الخير عم سعيد
مساء الخير سيدي تفضل ... تفضل
أم سيد احضري لنا الشاي
بسرعة
ما الأمر سيدي؟
هل حدث شيء؟
نعم... لقد فقدت كل أموالي... لقد أصبحت رجلا فقيراً يا عم سعيد
لقد فقدت كل ثروتي
ولم أعد أملك شيئا
لقد تخلي عني الجميع
وليس لي مأوي
فهل أستطيع أن أعيش معكم لفترة حتى اتدبر
أموري؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
سيدي هذا شرف لنا
قدومك إلينا
وإن لم تحملك الأرض
حملناك فوق رؤوسنا
والله هو الرزاق
لقد عملت معك سنينا طويلة وكنت مثالا للكرم وحسن الخلق
لم تسيء لي يوما بالقول أو الفعل
سيدي من اليوم هذا بيتك ونحن ضيوفك
هيا أم سيد اعدي لنا العشاء
وبعد تناول الطعام دخل المليونير إلى الحجرة التي أعدتها له أم سيد
ولم يغمض له جفن
كان يفكر فيما حدث
وكيف تخلي عنه الجميع
الأهل والأصدقاء والابناء... رفض الجميع استضافته والبعض رفض حتى استقباله وغلقت بوجهه الأبواب و الاعجب أن يكون السائق هو الشخص الوحيد الذي يقف إلى جواره
أحس المليونير بغصة في حلقة وعرف أن الحياة الدنيا متاع الغرور ولكنه عرف أنه رغم كل ما حدث فالخير موجود وكيف لا؟ وهناك
أناس طيبين وصالحين أمثال العم سعيد وارتسمت على وجهه ابتسامة رضا واغمض عينيه واستسلم لسلطان النوم
خرج المليونير في الصباح الباكر قبل استيقاظ الجميع
وهو عازم على أمر ما
وحين استيقظ عم سعيد وزوجته لم يجدا أثرا لضيفهما
أمر غريب ! أين ذهب؟
هل كنا نحلم يا أم سيد؟
لا لم يكن حلما ... لقد كان هنا بالأمس ولكن إلى أين ذهب؟
لقد قرر المليونير الذهاب إلى المحامي
وعزم على أن يكتب نصف ثروته للفقراء والنصف الآخر لعم سعيد
الرجل الوحيد الذي لم يتخل عنه في محنته وفتح له بيته وقلبه دون مقابل
بقلمي رومي الريس
بعنوان /الجزاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق