رؤي فلسفية في التنمية البشرية
لأيمن غنيم
اللقاء الرابع (التغيير)
يقول جورج برناردشو
*لاتقاس حكمه بنى البشر بتجاربهم بل بقدرتهم على خوض التجارب *
ويقول ميجيل دى سيرفانتس
*استبعد السبب ،فتتوقف النتيجه تلقائيا*
ويقول أيمن غنيم (مصر)
) إن التجارب التى يخوضها البشر فى حياتهم هى التى تشكل مخاوفهم وتحدد ردود أفعالهم تجاه مثيلاتها أو مايقترنها من تجارب إلا إذا كانت متباينه النتائج .)
وبهذا يمكن الإستفادة من روح التجربة وليس التجربة ذاتها والمقصد هنا بروح التجربة هى الإنفعالات المحيطة بالتجربة .
سواء كانت مبهجة و ماتلاها من أحاسيس كالتفاؤل والسعادة الغامرة .والتى تمثل الجوانب المضيئه فى التجربة ذاتها.
او كانت محبطة وماتلاها من أحاسيس التشاؤم أو الخوف أو الحزن والكآبة .والتى تمثل الجوانب المظلمة بل والمروعة فى التجربة ذاتها .
وإن تكرار مثل هذه التجارب تستدعى ذاكرة الفرد التى كان عليها وقت حدوث التجربة أى روح التجربة وليس التجربة ذاتها .
ويظهر هذا جليا فى حالات الفوبيا التى يشتكى منها البعض فإن الكثيرون منهم يكروروا نفس ردود الأفعال السابقة دون وعى بما يفعل
ومن هنا اردت ان أدمج ماقاله الفلاسفه السابق ذكرهم فى بوتقة واحده غير متنافره وبشكل يوضح مدى علاقة التغيير بالتجربة
والعلاقه هنا وطيدة وقد دللت عليها بإيقاع المخاوف التى تنتاب مريض الفوبيا بالخوف من القطة مثلا .فلو نظرنا للضرر اللاحق على الشخص المريض من القطة بالتأكيد سوف لا يذكر . ولكن إن ماحدث هو الإنفعالات الناجمة عن هذه التجربة وهو الخوف والهلع. أى إنفعالى وليس واقعى .
ومن هنا إذا اردنا التغييير لابد وأن نركز على المحيط الإنفعالى لدى الفرد .
ولأنه أمر يستحيل السيطرة عليه خارجيا وجب على الفرد ذاته أن يسهم وبدرجة كبيرة فى تعزيز السيطره على عواطفه سيطره كامله بحيث يستوجب عليه الهيمنة على كامل إنفعالته وبهذا يستطيع أن يقود نفسه إلى الأفضل دائما .
والمقصد هنا ليس مريض الفوبيا من الأشياء الملموسة فقط وذلك أن هناك فوبيا ضمنية وهى أحاسيس الإحباط والتوهم بالفشل إيذاء أى محاولة حياتية سبق للفرد أن فشل فيها وهذا أشد أنواع الفوبيا وأيضا النواقص التى تجابه إحساس الفرد الداخلى وفق أو إيذاء شئ بعينه .
وهذا مايهدد معظم الذين باءت جميع محاولاتهم بالفشل المتكرر .
وكما هو حاصل ومتعارف عليه بالنسبة لأى حاسوب بأن له برنامج نظام تشغيلى متعارف عليه فى داخل الجهاز وهو الذى يسيطر على كل الأنظمة الأخرى وبطلاقة متناهية.
وإذا تعطل هذا النظام توقفت كل الأنظمة .
هكذا الإنسان له نظام قاعدى متعارف عليه وثابت لديه .ومن خلاله يتم رصد كل سلوكه وتوجيهه الوجهة التى تتفق مع قواعده المتعارف عليها كل أجهزته الانفعالية والتى تتمثل فى ردود الأفعال والإنفعالات المصاحبة كما ذكرنا سالفا .
ولذا اذا أردنا التغيير لابد وأن نغيير تلك المغاهيم والثوابت لدينا للوصول إلى عدم التبعية أو الانخراطية لمشاعر أو إنفعالات سابقة لتجارب سابقة .
أو أننا يمكننا تبنى نفس التجارب وإحداث نتائج متباينة ومختلفة عن سابقيها كى ندمر الجدار العازل بين الفرد وقدراته الفعلية .وهذه الجدران تتمثل فى الإحباطات أو الفشل المتكرر لتجارب سابقة .
وهذا يمكن أن يطلق على جميع أنواع المحاولات التى شارك فيها الفرد مع كل ألوان الحياة برمتها .
سواء كانت شخصيه أو إجتماعيه أو نفسية .
ودعونى أضع منهاجا هو أشبه بقواعد نظامية للفرد
كى يغزو سلوكا معوجا لنجاحه أو أنفعالا مهددا لأمنه الذاتى أو تجربة قاسية إتخذها مرجعية لردود أفعال متدنية ولاتتسم بالمواجهة أو الإقدام .
أو لعقيدة عاطفية مدمرة تبهت حياته الزوجية
أو فلسفة مغلوطة فى نهج تربوى خاطئ تربى عليه وانتكس به وبحياته مع الناس المحيطين به
أو بثورة أو تذمر على واقع أغلظ على حلمه فراح متوترا قلقا .
او تظاهرا على ظلم بخس حقه فى الترقى والرقى الى الأفضل.
ولكى تحدث فى حياتك تغييرا جذريا لابد
وأن يتوافر لديك الرغبة الملحة فى التغييير.
وتطبيع كل إنفعالاتك بالإنفعالات اللازمة لإحداث هذا التغيير وترويضيها شيئا فشيئا حتى تتخلص من هذه الانفعالات المترديه والتى تقف عندها كل محاولة مثل الخوف أو أحاسيس الإحباط المدمرة.
ومن أهم الأنظمة العلاجية للتغيير أو الانتقالية من مرحلة الركود الإنفعالى والسلوكى المحبط إلى الإنطلاقة العاطفية وإسباغ حياتك بروح الإنطلاقة فى رحب من العطاء والمشاركة الفعالة دون الخوف من النتائج مهما كانت تبعاتها
فقط
كسر جدرانك بمطرقة الإصرار والعزيمة الراسخة بأن تكون .
ولا تبقى بلا ملامح ولاتختبئ وراء تجاربك بل أقفز وتسلق طموحك مهما كان عاليا وارصد درجات الرقى واحده تلو الأخرى دون أن تتعجل .لكن على مهل وعن وعى كامل بكل مرحلة وجدد تجاربك السابقة بتجديد نتائجها من هنا يأتي النجاح فأسرع ولاتتردد
رؤية فلسفية في التغيير لأيمن غنيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق