غيمات متناثرة في السماء
موشات بشمس الأصيل
كالشال البديع النقوش
المتأرجح على كتف
الغجرية الحسناء
التي أقبلت متمايلة
بخطوات راقصة
على أنغام لحن شجي
تردده في خفوت
في يوم تنحى الشتاء القارس للربيع
ليمنح الطبيعة قبلة الحياة
على رمال شاطئ البحر
رمت أصدافها قارئة للطالع
لفتاة كانت ترقب موج البحر
بسكون مُتعبدٍ في حضرة الجمال
- الغيرة أشد ألمًا من الهجر...
دُهشت الفتاة واستدارت عيناها
أمام كلمات سبرت أغوار نفسها
- ليس عشقا ذلك يافتاة
أكملت الغجرية قراءتها
وهي تعيد ترتيب الأصداف
إنما قمة زهوك بنفسك وعنفوانها
- وما أدراك أنت همست الفتاة
- ذلك ما يقول الودع يا صغيرتي
إنك تلعبين بنار حارقة ... ستنال أناملك
- هل سيقوى على هجري ؟!! .. سألت الفتاة
أعادت الغجرية رمي الأصداف ...
- سيتْبعُ أنفاسك كظلك .. لكن لن يكون معك ...
ورفعت يدها بأحد الصدفات
- قائلة : انفخي عليها
مدت الفتاة يدها بشكل ألي ملتقطة الصدفة
وقربتها من فمها وهي تردد :
- من كان يعتقد يوما إنني سأسمع لهذه الترهات
- هتفت الغجرية إن كلماتك مدعاة لسوء الطالع انتبهي !!...
هزت الفتاة رأسها بعدم التصديق
ونفخت على الصدفة
وأرجعتها للغجرية
التي هزت يدها ورمت الأصداف أرضا
- قالت : ستعذبك نار الغيرة
ابتعدي عن هذا الطريق ... إنه ليس لك ....
- ردت الفتاة بثقة : الغيرة لأهل الحب
وأنا لست من أهله...
التقطت الغجرية الأصداف
وجمعتها في كيس قماشي مزخرف
وقامت بحركة رشيقة مودعة
- لقد قال الودع كلمته
وانطلقت بخطوات سريعة مبتعدة
بينما كانت الشمس تحل ضفائرها
لتستلقي مستكينة في حضن الأفق
تسألت الفتاة مامعنى كلمات هذه الغجرية ؟!!!
وما أدراها بما يدور في حياتي ؟!!!
تناست الغجرية وما كان منها
واستكانت تتمتع بإنتشار الغسق
عندما انحنت لالتقاط حقيبتها بِنية المغادرة
لاح لها خيال ارتسم على الرمل
لاثنين يتسامران معًا ، مرا من أمامها
وعلت صوت ضحكة الفتاة...
رفعت عيناها.. لتكتم شهقة كادت تفر من فمها ....
عندما رأت من كان صاحبَ الخيال ....
ناهد الاسطة
من كتابي
(أحلام على كرسي هزاز)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق