26/05/2020

الكاتب أيمن غنيم

رؤي فلسفية في التنمية البشرية 
لأيمن غنيم 
اللقاء الثالث 

يقول هنرى ديفيد ثورو 
*أى غبى يمكنه أن يضع قاعدة ما وكل غبى سيتمسك بها *

.ويقول هنرى وارد بيشر 
*إجعل نفسك مسئولا عن مقاييس أعلى مما يتوقعه أى شخص آخر منك *

ويقول ايمن غنيم (مصر)
إن السعاده التى تطمح إليها فى حياتك تخضع للقواعد التى تفترضها فى قناعاتك حول مفهوم السعادة 

نعم إن كل فرد منا ينتهج أسلوبه الخاص فى تقييم لحظاته التى يعيشها والتى لا تجزم بأن السعاده مقرونة بموقف ما أو أن لها معيار ثابت يستوجب علينا الوصول إليه لكى ندرك تلك المعانى الراقية 
والشعور بالغبطه والفرحه الغامرة هو متغير وغير ثابت أو محدد بجوانب حيسيية أو عينية يمكن إدراكها .

*انما هى دربا من خيال تنتهجه أنت فى إيقاع ذاتك الداخلية وفقا لما تؤمن أو ترتئى من خلاك قواعد قد تشربتها أو تكون بمثابة إيقاع حياتى نهجت وتربيت عليه* أيمن غنيم 
 .
وهذا بدوره يجعلك المسؤول الأول والأخير عن سعادتك أو نجاحاتك التى يمكن أن تسبب لك قسط السعادة التى تبغيها أو تسعى إليها وهناك ثمه تساؤل لابد على طالب السعاده أن يسأله مرارا وتكرارا لنفسه كى يسوقكك لجواب قد يكون قابع فى دهاليز نفسك البائسة والتى تحوى آلاف المعتقدات المتداخله والمتشابكة فى خضم وزخم مطالبك المتناثرة فى ربوع الطموح والأمل والإرتقاء نحو الأفضل،
 دون إدراك قيمة مالديك من إنجازات أو نجاحات هى قادرة أن تشعرك بالسعادة دون أن تدرى .
وإحساس الضبابية التى تغيم على حياتك الراهنة فأنت غير قادر بالتمتع بما فيها من جمال ومابها من سلاسة ويسر تجعلك فى قمه السعادة.

وهناك نعمتان مغبون فيها الإنسان كما قال رسولنا الأعظم صاحب المنطق الواعى والراقى وهما الفراغ والصحه .
نعم هاتان النعمتان كفيلان أن يحققوا لك سعاده غامرة وتسوقك هذه النعم إلى سعاده تغمر كل جوانحك وجوارحك وروحانياتك إذا أنت أحسنت صناعتها وتعلمت كيف تصيغ هذا الفراغ فى طريقه تطوى لحظات الأرق والإضطراب بساعات من التمتع والإستمتاع بما لديك ولاتشغل بالك بما هو ليس لديك .
وأنعم بمكتسباتك ولا تنعى خسارتك وإذا كان مازال قلبك نابضا فأنت فى نعمة وانت فى صحة.
وتلك هى الثانيه التى يمكن أن تدعم الأولى وهى نعمه الفراغ فى الوصول إلى اللامننتهى من الإصرار على الإبتسامة والإطراء لا العبوس والتزمر على ماتواجهك من عقبات أو مواقف هى مجددة للملل المعهود والسأم المرهون بإعتقداتك أو قواعدك فى منظومه السعادة لديك .

فقد سؤل شخص ثرى ولديه مال وفير ومكانة علمية
وإجتماعية مرموقة .
ما إذا كان سعيدا أم لا .فأجاب بلا وكانت مبرراته .
أنه مازال فى جعبته الكثير من الطموح الذى يبغى تحقيقه ويبغى مايعادل مليونا أو أكثر للإيفاء بمطالبه ومطالب أولاده وأنه لديه عربه ليست بأحدث موديل ولديه شقه وليس قصرا ومازال شركاته محدوده فى إطار محلى وليس بالعالمى .
والاجابات فى مضمونها هى إختراق لكل العادات وإختراق لكل المعتقدات التى يؤمن بها أى طامح .فضلا عن أنه لم يتدارك ويشعر ويتلذذ بما هو عليه الآن من نجاحات قد تحققت بالفعل.
ومن معادلة صعبه قد أنتجها طيلة حياته وهو يلهث فى دروب طموحه الجارفه ومابين مطلب راح يركض ويلهث لتحقيقه ومابين رجاء مدوى فى أذانه ومابين تحقيق آماله .وهو فاقد الوعى وبلا إحساس يرصد مشاعر الظفر والإنتصار بما قد حقق لأنه إنخرط فى خطوات هى أبعد عن متناول يده وهى أكثر وأعمق من خطواته .
مثل هؤلاء الأشخاص ليسوا بطامحين أو ليسو بناجحين لأنهم فقدوا أحاسيسهم ضمن آليات فرضوها على أنفسهم وفى إطار من التجرد من التنعم بما يملك وفرضت عليه سطوه قهريه من داخله وإرتعدت لأنانيته كل تصرفاته وراح أسيرا لشهوة الاستحواذ والسيطرة
لا للتمتع أو الشعور بالسعادة بل أنه أصبح نسرا جامح وظافرا مغتر وراحلا عما بداخله وغريبا فى وطنه وبلا وعى يطارد أحلامه وعبثا يعيش فى حرمان فرضه هو على نفسه ومن داخل قواعده التى إفترضاها وآمن بها فى مضمون سعادته .

وعلى النقيض سؤل شخص فقير يقتات يومه عنوة ويعيش حياته لحظه بلحظه ويتدارك أحلامه وأمنياته كقطرات ماء من صنبور خرب مقطرة مخلوطة بعرق وملونة بألوان العناء والتعب فى تحقيق ثلث مايطمح أو إستيعاب القليل من متطلباته وكانت إجابته هى أكثر من رائعة لأنه أدرك قيمة قد يجهلها الكثيرون منا .
فقال عندما سؤل هل هو سعيد أم لا فأجاب بأنه عندما ينظر على قدميه ويراها مازالت تمشى على الأرض فلابد وان يكون سعيدا وتغمره آنذاك كل المعانى الداعمه للحياة

فكلا الاجابتين خضعتا إلى قناعة كل فرد وقواعده التى شكلت مضمون السعاده لديه 
إذ أنك كنت سعيدا أم تعيسا أنت الذى تتحدد مفاتيح سعادتك بيدك .وفقا لم تقرره وتجعله أيقونه فكرك تجاه قناعاتك وفقا للشعور بالسعاده .

ومن الحماقة أن تربط سعادتك بمفاهيم قد تكون باليه تارة وقد تكون بلا مرجعيه صادقة تارة أخرى وقد تمضى حياتك باحثا عنها ولم تجدها .
فإذا كانت قواعدك ستحول بينك وبين سعادتك فغير فيها ما استطعت كى تواكب قدراتك وعمرك وإمكانياتك فى الوصول الآمن .
وبلا خسائر أو تخلى عن هدف الحياه بالإنشغال والإنخراط فى وسائلها وفقط دون إدراك نجاحاتك فى كل خطوة تخطوها نحو المقصد منها 
فالفضاء رحب ويتسع للجميع
 ومهما كنت طائرا جامحا أو طيارا مغاوارا فإنك لاتستطيع أن تطير وتجوب تلك الآفاق الرحبة  
ومهما كنت اسدا ملكا فى الغابة لن تستطيع أن تلتهم كل مايقابلك من فرائس .
لكن أطمح بقدر ما تستطيع أن تحقق وإلا ستضيع وتنتهى قدراتك عبثا وبلا جدوى
 تحصد خزيا وتنتحب وتبكى وتتجهم ملامحك فى خضم ومعترك أحلامك وطموحاتك الجامحة.
وكن كفنان يرسم لوحاته دون أدنى مسؤلية منه عما يحدث فى الواقع وإرتئى حياتك كما تحبها أنت ولا تقحم نجاحاتك فى عبث تقدير وتقييم الآخرين .

اشعر بحياتك وتمتع بأهازيجها وجمال كونها وأشكر ربك على نعمائه وفضله 
فقد قالها رسولنا الكريم 
من ملك قوت يومه وأصبح معافا فى بدنه حيزت له الدنيا بحذافيرها تلك هى المعادلة 
رؤية أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...