سوانح
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "
**************
(((متي تعود القرية للزمن الجميل ٠٠ ؟؟!! )))
نعم : أنَـا لَسْتُ أنْسَى قَرْيَتي ٠
نحن نعيش في قريتنا الحبيبة و لها منزلة و مكانة في قلوبنا ، لا تبديل لها تحت أي ظروف !٠
و اليوم عندما أنظر إليها أجدها لا هي قرية و لا مدينة ضاعت المعالم و المعاني المعنوية و المادية معا ٠
حتي روح الطيبة و التعاون و التبادل و التكامل ٠٠
و أمست مستهلكة بعد أن كانت منتجة !٠
حتي مصطلح ( عامل او فلاح ) بات يقلق الجميع ، و مظاهر الحياة تغيرت فيها شكلا و مضمونا و كما و كيفا ، صراع لا يتوقف له أثره السلبي علي الفرد و المجتمع ٠
حتي الشباب - إلا ما رحم ربي - لا يقدر الوقت و قيمة العمل و الشعار السهر و التدخين و النوم في النهار و عدم تحميل المسؤولية و المشاركة الفعالة علي أرض الواقع و شكر النعمة و إعلاء دور الأسرة و لا سيما الوالدين ٠
و نعود بعد هذا المدخل الي جوهر الموضوع في اختصار ٠٠
نشتري المخلل و اللبن و الجبن و البيض و الفراخ البيضاء و السمك و اللحم المجمد و الخبز و ومشتقاته ٠٠ الخ ٠
حتي الخضار الذي من المفروض يزرع مثل الفجل و الجرجير و البصل و الثوم و الخيار و الباذنجان و الذرة و البطاطا و التي تهدي للشوي ٠٠ الخ
كان بالأمس يتم زرعه أمام وخلف البيوت أو علي الجسور ، و تحضين السمك في المصارف ، كل هذا دون أي مصروفات وجهد طازج من الغيط للبيت حسب الاحتياجات في أي وقت
و كان كل هذا اكتفاء ذاتي و نعطي الجيران في البيت و الحقل تبادل و تكامل و هدايا و كان عيب البيع ٠٠ !!٠
و نخاف علي شعور بعض في الفرح و الحزن و يتجمع الجميع أمام المنازل نأكل و نسهر في بساطة و حب حقيقي لا تمثيل و أنانية و الجلسات العرفية لحل المنازعات دون غرض او تزوير و تدليس و مجاملة ٠٠
فهل من عودة الي الزمن الجميل لقريتنا الحبيبة ٠٠
بداية من الفرن البلدي و الكانون و تربية الطيور و عمل الجبن القريش و القديم و القشطة و المخلل ( الحادق ) وزراعة التوت و تربية النحل و مواشي الألبان و عمل المشلتت و القرص و البرام المعمر و الكماج و الذرة المشوي و البطاطا ٠٠
و تربية الدجاج البلدي و البط السوداني و الاوز و الأرانب و تربية الاسماك في المصارف ٠٠ هلم جرا ٠
نريد اكتفاء ذاتي و تبادل و تكامل و تكافل بين الجميع ٠٠
فهل من عودة لقريتنا الي الزمن الجميل ؟!
و نختم بقصيدة الشاعر فوزي العنتيل تحت عنوان ( أنا لست أنسي قريتي !! ) :
أنَـا لَسْتُ أنْسَى قَرْيَتي الـ -* -* -*
سَّمْرَاءَ فِي عِيدِ الْحَصَـادْ
والسُّنْـبُـلُ المُـتَـجَـمِّدُ -* -* -*
الذهَبِيُّ يَحْلُمُ بِالــرُّقَادْ
وَخُـطَا الكُمـاةِ الكَادِحِينَ -* -* -*
تَرُوحُ تَضْرِبُ فِي اتِّئَادْ
وَرُؤَى الْـمَسَـاءِ تَلُفُـهُمْ -* -* -*
وَالصَّمْتُ يَبْتَلعُ الْوِهَادْ
والـظُّلْمَـةُ الْعَمْيَاءُ تَزْحَفُ -* -* -*
فِي تَوَابِـيـتِ السوَادْ
فَتَـطُوفُ أَشْبَـاحٌ مُؤَرَّقَـةٌ -* -* -*
مُعَـذَّبَـةُ السُّـهَـادْ
-* -* -*
هِي ذِكْـــرَياتٌ لَمْ تَزَلْ -* -* -*
مَحْفُـوْرَةً فِي خَاطِـرِي
هِيَ ذِكْـــرَيَات لَمْ تَزَلْ -* -* -*
تَسْقِـي خَرِيفَ الشاعِـرِ
يَا وَاحَـةَ الْعُمْرِ الْجَـديبِ -* -* -*
عَلَى الطَّريْقِ السـاحِـرِ
أنَا عَائـــدٌ يَوْما إلَيـكِ -* -* -*
مَعَ الربيع الـزاخِـر
فِي نَسْمَةِ الشمسِ الوَضِيئَةِ -* -* -*
فِي الـنسِيمِ العــابر
في لَهْفَـةٍ خَفَقَتْ بِهَــا -* -* -*
رُوحُ المُحِبِّ الذاكِـرِ ٠
و أخيرا كل عام و أهل القرية و المدينة في حب و خير و سلام مع الوعد بلقاء متجدد أن شاء الله ٠