النشيد الساحلي
سنغني النشيد و نؤدي القسم و نرفع العلم
من البوغاز أرى العجائب و الغرائب و أسمع نشيد قريتي الساحلي و رايتها ترفرف عاليا و يحاول الداء و الأعداء طمس تلك الأصداء و بروح التضحية والفداء
أحمل إليها بشرى الخلاص و لا يهمني أن أصلب أو أعذب أو أكذب و ما يهمني أن تصل رسالتي و تبقى الصور والعبر في الذاكرة و هذه الخاطرة جاءت كولادة من الخاصرة
و مثلي تنوح و تحاول أن تداوي الجروح و تفوح عطرا كلما بسرها تبوح
هذه القرية الغناء التي شبعت من الرقص على دماءها و الغناء تسأل ولا من مجيب تقول بصوت عال جدا أمجادي لماذا تضيع و تاريخي لماذا يشوه ولماذا صار كل شيء فيّ عشوائيا و ملوثا
و كل صباح و مساء ترثي نفسها و تندب حظها ولا من أحد يريد أن يخطب ودها
على وجه الخصوص للعموم أقول فهذه الشخوص التي تحاكيها النصوص من الواقع المؤلم و من خيال الكاتب
والظلم ظلمات أبو جهل له زمام الأمر و أبي لهب الخير لها ما وهب
حولها كافور إلى مستنقع دموي قذر فصار متنبي عصره شريدا و طريدا
و حولها فرعون أمته تحت أهرام من جماحم عبيده بعدما كانت حديقة ذات بهجة و رونق إلى مزبلة و صار من تربى في كنفه ساحرا و ساخرا منه و شاعرا
و ثائرا و ما لبى نمرود زمانه نداءه و لم يشف إلا الشعر غليله
يرى نيرون القيصر الرومي يريد إحراقها و إغراقها و يرى آخر كسرى يريد كسر ظهرها و سحقه
قرية تعيش في ظلام حالك بلا إنارة و تضيق شوارعها يوما بعد يوم و هواؤها العليل يتلوث كل ساعة بدخان الحشيش و كل حين تتعرى و يخدش حياؤها و كل حين ينتهض عرضها و تسلب أرضها و أرضها السلالية محتلة و كل القوانين التي سنت جورا مختلة و حتى شواطؤها تضيع منها و نخشى أن تصبح بلا ساحل و تصيح اسما عكس مسماه و كل يوم تقطع أشجارها و نخشى أن تصبح غاباتها صحراء و فلاة ينفلت فيها السراب فيغشى
عين الحقيقة
تقول أأيقاظ قومي أم نيام وهل الجنون حل بي و فعل فعلته و نام على صدري الحنون و المنون طاف فوق رأسي و صار يهوى الجنون جميع الفنون و الفتون
تقول و تبكي بدل دموع دماء و تحكي شعرا و تصوغ قصيدة رثاء لها في احتضارها و في اختصارهاو ترجو أن تجري قيامة بعثها كالعنقاء من خلال هذا النشيد المتراقص ما بين الأمواج التي تلاعب وجهها و رمالها الذهبية
هي الساحل ساحل الشعر المقفى
تعطي للحرف والكلمة ريحا شتوية و إعصارا و تحمل لكل خاطر و ناظر السحائب و فوق المراكب و فوق المواكب
قرية بها أعلام و أقلام و لها أحلام
ومن بين أعلامها نجم الساحل الطارق صديقي الخارق محمد العربي المخرشف الذي دون قبل ساعات ما يخالج الذات و عبر عن تلك الآهات و المأساة و هذا النص مني له ولها كنوع من المواساة
و أقلامها لا تنحني للريح كثيرة هي ولن تقصف و اجتمعت في يد أديب أريب قادر على صنع معجزات بلاغية بأسلوب البيان والتبيان والتبيين اسمه على مسماه لا يسعه إلا أن يقول أحلامها من أحلامي و أقلامي لأجلها تخط أروع الكلم و أعلامها معي في نفس الدرب و مصيرنا واحد و هدفنا نبيل
و ها أنا ذا أقول أصالة عن نفسي و نيابة عن أمي بلادي لن نبيع الغالي بالرخيض و لن نفرط بعد الآن في أغلى الأشياء و أحلى وطن و أعلى مقام و هذا المقال يعبر عن كل حر و يفسر حلما عندنا لا ينتهي
و واجبنا الوطني والديني والإنساني يحتم علينا المضي قدما في النضال و ما ضاع حق وراءه طالب
لن نحمل إلا سلاحا يعبر عن حضارتنا ضد الهمجية ألا وهو القلم و كلنا إيمان بجدوى الشعر و نحن نؤرج لما يجري و هو خير معين و خير شاهد و خير أنيس و خير جليس و كلنا راحلون والشعر ستبقى ملامحه و ملاحمه
و تلك التغريبة جاءت بعدها هذه التغريدة
وتلك المرثية جاءت بعدها التنهيدة
و في حضرة الله والنبي أقول القصيدة أمي والشعر أبي
ففيه جدي و لعبي و أحرفي لها بريق الذهب و بعملي الأدبي أقضي أربي أنا الشاعر العربي
و بفيض اللوم والعتب و نار الغضب أنادي قومي بهذه الرسائل و الخطب و أناجي ربي و قلبي بعد العطب والتعب
أكتب يا قريتي يا قطعة مني عنك وعني يا عنقودا من العنب و حالك من حالي وفي كل الكتب
ففيك ولدت شاعرا فلماذا تقتل القبيلة شاعرها البطل و تقطع لسانها و تكبل بالأغلال يدها و تضع في فمها الأقفال
الكتابة لتنهي الكآبة تحتاج نفسا عميقا والقراءة لتبدأ حينما نتأمل بعين القلب ما نراه و نتجمل بنور وجهها الزاهي و نتحمل كل المشاق بقلب مشتاق لأجلها
و في مسرح الحياة لا يغيب دور الشعر البطولي ولا دور الشاعر الرجولي
الحياة بأمس الحاجة للشعر لتحلو و تخلو من همومها
لتعلو قيم الحياة فلابد من إعلاء كلمة الشعراء و رفع الحيف الذي يتعرضون له ففي بلاد الشعر يقتل الشعراء تهميشا و إقصاء و حرمانا فإذا ضاع الشعر و أهله فاقرأ على العرب و الإسلام السلام
لن يحمي اللغة إلا من امتلك ناصيتها والشعراء هم حماة الديار و اللغة والهوية و الجذور و من ينتمي إليهم ينتمي لهذا كله
الصور أسفله من منزلنا حيت يوجد الماء و الخضرة والوجه الحسن و الأشجار و الأزهار والأطيار
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق