ذكرى
كانت سماء عالية
و كنت فى الدنيا أهيم
كانت نعيما باقيا
و كنت أمضى فى الجحيم
كنت إن أبصرتها
يلفنى فرح مقيم
لم يرد يوما فى بالى
أن أبادلها كلاما
ذاك حلم فى خيالى
إن حدث يحدث مناما
أما أن ألمسها مثلا
أو تطارحنى غراما
ذا خيال جامح
دونه تغرس سهاما
فمن أنا لأمس ملكا
أو أروم له لثاما
حتى هيأها زحام
جعلني أعشق زحاما
كنت غاد للدارسة
باكرا أخشى التأخر
يمناى مقبضها حقيبة
بجوفها كتب التذكر
أغذ سيرى نحو عربة
كأنها باص تنكر
ليس فيها شاغرا سوى موضع
تنتظر ملأه لتبكر
قلبي سيقفز أدركونى
أشعر برعشة فى يمينى
ظهرى تفجر منه نهرا
فنضح ماء فى جبينى
الأرض تحتى تخوننى
و الدنيا بادت فى ظنونى
فمليكتى تجلس يجوارها مكان شاغر
بدفئه قد يحتوينى
لكننى
أحجمت فجأة وجدتنى
قيد تشكل داخلى فأعاقنى
و كأننى
أشفقت منى أمسها
أو خفت منها تمسنى
شمس توسدت الأريكة
و القرب منها يذيبنى
قطرة تواجه بحرها
و خشيت منها تغطنى
أو أننى
خفت تعود لمسها
فيصير من وهمى دنى
فأحطها من شاهق
صوب المحرق من دمى
و وجدتنى ألقى حقيبة مقبضى
على الأرض فوق المعدن
و أدرتنى كلى تجاه حقيبتى
ثم عليها وضعتنى
و وجدتنى أصمت سمعى عن صياح عال
من فرط صخبه يرجنى
هناك موضع شاغر
إن قمت سوف يقلنى
ذكرى و بادت بيد أنها خلفت
سؤلا تعلق فى دمى
أتراها فرصة أضعتها
و حرمتنى من مغنم
أم أننى خيرا فعلت
حين انتسبت للمبرأ من دمى
شعبان مصطفى مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق