كنت هناك
أسير وحيداً
وحيد
في شارع السفر
تحت ضوء أعمدة
الكهرباء
في ذاك الليل
الطويل
ف غبت عن الوعي
في طريقي و
حلمت بكابوس
تهت في غيبوبة
الضياع
ثم دخلت ُ إلى الكافتيريا
القديم لأتناول
فنجان قهوتي
كالمعتاد
و بعد قليل
نظرت إلى الطاولة التي
أمام الباب
وجدتها فراغة لا أحد
يجلس عليها مازالت
مهجورة
وكل الكافتيريا ممتلئ
بالزبائن الغرباء
فسألت صاحب
الكافتيريا
لما هذه الطاولة فراغة
لوحدها
ضحك و قال لي
لما تسألني يا
هذا
فأنت الذي تجلس عليها
منذ البارحة عندما
غفوت و نمت على
جرحك القديم
و لم تغادر منذ
الأمس البعيد
و كان يبدو عليك
التعب و الإرهاق من
سفرك الطويل
فإستغربت من كلامه
و قلت ُ له
ربما
أنا هربت من
حلمي البارحة و
نسيت
أنا كنت هنا في
الأمس
و لكني لم أعد أتذكر
شيئاً من بقائي
بمنفاي
فالذاكرة بدأت تخونني
في الرحيل
نسيت نفسي في
أمسي مع ذكرياتي
و اليوم جئت أبحث
عن نفسي
في زمني
القديم
علني أشعر بذاتي
يوماً و أعود لما
كنت عليه
بأمسي لأحيا
بمسير رحلة الموت
البعيد
فرد صاحب الكافتيريا
علي و هو يبتسم و
قال
إنسى زمن الأمس
يا سيدي
فمن رحلَ في الأمس
بات في عداد
الأموات
و الأموات لا
تعود من ألمها من
السفر
فإغسل زمن الأمس
بدموع ذكرياتك
و ودع هذه الحياة
الظالمة
على درب الرحيل
و إدعي
بموت الظالمين
من بعدك
إن إستطعت يا أيها
المنسي
في منفاك الأخير
و نم على سطر
القصيدة
بمفردات أحزانك
لوحدك
و تذكر
بأنك كنت هناك
بيوم
تتنفس الحياة
قبل أن تنسى
و كإنك لم
تكن حجراً
بجدار التاريخ
مصطفى محمد كبار
حلب عفرين سوريا ٢٠٢١/٤/١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق