الظّعينة :
أُساهر أنجمي وطيوف ليلي
لعل أرى الظّعينة يا أُخيّا
أسامرهم وفي جوفي لهيبا
وفي يومي أظلُّ فتى شقيّا
صدى صوتي يجلجل في الأعالي
يطال صداه ما فوق الثّريا
وأذكرهم وأغزل في هواهم
وصرت لحبهم كنزا ثريّا
كتمت بمهجتي لهفي وشوقي
وظنّي أنهم حَسِروا عليّا
وخاب الظن مُذ لاقيت جَفْوا
وما كنت الجهول ولا غبيّا
جعلت لهم من الأحشاء مرسى
فعافوه وأبقوني قصيّا
فكم عانيت من شوقي عذابا
وحسبي قرب عودتهم إليّا
وأوصال الفؤاد غدت رمادا
ونار الهجر حصَّتني عتيّا
كتمت الضيم ما نبست شفاهي
ولا يوما بدوتُ لهم أذيّا
وما دانيتهم يوما بضيم
عسى في حبهم أبقى حظيّا
فإنْ يأتوا سأزرعهم ورودا
يفوح أريجها عطرا زكيّا
وتخمر في الهوى أصقاع جوفي
ولا أُبقي الغرام بهم خفيّا
وأقفيهم نهاري قبل ليلي
وأبقى في القريض فتى جليًّا
يقينا يافؤادي فيك نارا
يأُجُّ أوارها وهجا حميّا
كما البركان تسعر في الحواشي
تُجَمِّر خافقا غضا طريّا
فلا حرّ الهجير له قبول
ولا قطر الصباح غدا نديّا
وإنْ بعض اللئام بدا غيورا
فليس خصائلي أغدو رديّا
ولا أنوي الهجاء له حقودا
وليس أعيش عصرا جاهليّا
أنادم في قَرِيضِي صنو روحي
وأهجر من أراه فتى دنيّا
وأرسمه ملاكا لا يدانى
وأصدحه بأشعاري قفيّا
............................
بقلمي : غسان الضمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق