قبل الافطار....
طرقت باب منزل والدتي
كعادتي كل يوم.
دخلت غرفتها.
تؤدي صلاة العصر
رغم مرضها وضعفها ووهنها
وهي على اعتاب المائة سنه من
عمرها..
انتظرت.حتى أتمت صلاتها
تقدمت منها كعادتي كل يوم.
قبلت يديها
قبلت خديها
قبلت جبينها الطاهر
حضنتها كما افعل كل يوم
نظرت الى وجهها الذي انفرجت
اساريره.
رغم بريق دمعة في عينيها.
ذاك البريق الذي يدل على مدى
فرحتها وسعادتها.
نظرت الي وانا ما زلت ممسكاً
يدها اطبطب عليها. وقالت...
بصوتها الناعم وكلماتها الرقيقة
التي اعهدها واعهد حنانها..
قالت ..يا ولدي .عندما تطرق
الباب. اعرف انك انت من بالباب.
يا ولدي عندماتطرق الباب .يخفق
قلبي ويسبقني لاستقبلك.
ياولدي.. عندما تدخل غرفتي
ينتابني شعور ..بأني املك الدنيا
وما فيها.
يا ولدي..بعد ان بلغت هذا العمر
ما زلت اراك ذاك الصغير الذي
عندما اراك .ارى كل حناني فيك
يا ولدي ليس الهدايا
ولا الطعام او الشراب او اي شيء
في الدنيا هو ما انا بحاجة اليه
يا ولدي يكفيني طلتك واطمئناني
عنك .
انت وا خوتك رصيدي في هذه
الحياة.
انتم كنزي الذي لا يقدر بثمن.
انتم يا ولدي ، النور الذي تبصر به
عيناي.
يا ولدي....مهما كبرتم تبقون اطفالي
وقرة عيني ومهجة فؤادي
جثوت امامها ....اقبل يديها واحسدها
انها ما زالت الام التي رغم العمر هذا
لم تتغير .
ما زال قلبها ينبض بالحنان والعاطفة
والمحبة.
ما زالت بكامل عافيتها
لم تنسى شيء
كم عظيم قلب الام.
كم كبيرة تلك المضغة بين ثناياها
التي اسمها القلب.
اللهم احفظها.وأدم عليها نعمة
الايمان .ونعمة الذاكرة والعقل.
اللهم مدها بعمرٍ مديد
وبالصحة والعافية
صدقا ان الجنة تحت اقدام الامهات
اللهم احفظ امهاتنا الاحياء
وإرحم امهاتنا المتوفيات
واكتب لهم فردوسك والنعيم..
بقلم
ابو سهيل كروم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق