العودة إلى الصفر
نزل الرماد
على نبض تراتيل الشموع
جمرات مشتعلة ما زالت تنثر ما تبقى منها
على قمة "الأوليمب" الثلجية
مجهولة الوطن
رائحتها تنبعث من زوايا من أسواق النخاسة
تمردت على آوامر "زيوس"
أجبرتنا على العودة إلى الصفر
العودة إلى قانون من الأبقى ؟!
تتسلل عبر شقوق الجدران
تُدَنِّس عطر العنبر المبارك
تلوث ذرات هواء المعابد
تسرِّع نشر رائحة الموت في الفراغ
تمازح العواصف بلسعات الصواعق ...
فتخنق العواطف ... وتوقف الصلاة
وتفرِضُ الصمت المزعج لأعشاش القُبَّرات
استحيت البهرجة وانتحرت البهجة .
مرّت سنة
والأصوات خلف الأبواب ما زالت تئِن
القفة فَرُغَت من نكهة النعناع
اليد ما زالت مغلولة
وأنفال ما زالت تنتظر فستان العيد
وتشتاق إلى بسمة جدِّها
غرقت السفن وتجردت الأبدان من الأكفان
تغسلها أمواه شهوات "زيوس"
نعيق التأبين يوقظ التوابيت
امتلأت الكؤوس من خمر القهر
تعرت الكلمات وتكمَّمت بالرثاء
و"هاديس"مُصِرٌّ على سَحْبنا إلى العالم السفلي .
غادرت الألوان إلى وجهة مجهولة
وُعول تجري في التيه
لم يعد لها مربط سوى سلاسل من الجبن
خرجت عن مسار القطيع كالفرسان
ثم عادت خائبة لتنصاع لجبروت المرياع .
اختلط هذيان النائمين بسخط الواعين
كسدت سلع الساعات
وأصبحت الأيام متشابهة
الصباح يشبه الليل والليل يشبه الكذب
ونحن بين الصفر والصفر
لا قيمة للوجود
لا وجود لنا ... أرقام تُمَثِّلُنا
الموت يُباغت الأنفس كلعبة الغميضة في اليَباب
يختفي ويظهر في اللاتوقع
العودة إلى الصفر دقَّت في الأفق
وما العودة إليه
دليل إهتدى به الفشل
عند بزوغ شمس الصراع
حول من يحمل المشعل بين الخراب والجثامين
لكن زيوس أخفى الصفر .
🌼🌼🌼
بقلمي سهيلة مسة/المغرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق