مشاوير 63…
—————-
كدت أنساها وأنسى مدرستي القديمة..حين لاحت ليلى الجنية التي أوكلتها عرافة الخرمة لمرافقتي بعد آن شعرت أنني ميت لا محالة من فرط الهوى العذري ..عشقتها أيضًا يوم حملتني أمي علي ظهر الدابة شبه مغميًا علي ووالدي يمسك بلجام الدابة حتى قطعنا المسافات .لايعنيني الزمن بقدر النتائج المحتملة كانت محصلتها أنني خرجت من بين الدفوف عبر مشهد جنائزي مخيف .قرعت خلاله الطبول الي مابعد منتصف الليل .حارب عتات الحضرة ملوك الجان تعقبوا ريح أسحارهم بين الاحراش حتى جائهم المدد من أضرحة الصالحين .كنت صغير لكنني أدرك تماما مامعني آن تعيش في جوف ثعبان .تصدمك النتائج في أسوأ حالاتها .في الصباح زرنا العرافة .لا أدري كيف تعلق قلبي بها رغم أنها تعيش بين السماء والارض .اعوانها يحرقون صحف الصابئة علي تخوم الخرمة قبل ان تستلمهم جنيات تلمع خصلات شعورهن في جنح الظلام ..لازالت أتحسس رائحة البخور والعنبر واللوبان .اورثني سليلة إبليس عشق أبدي للدنيا الغريبة .أردت ان أجرب حظي في مدن الغياب ..يوم دخلت مدينة البحر والبريوش كنت مهزوما من قبل الشيطان .أحمل أطياف قرية كادت ان تندثر .ووجوه غارت ملامحها مع الزمن ..
لاحت ليلى الجنية الفارعة التي قاتلني من أجلها ملوك المدينة القديمة أحفاد احمد باشا وباشاغا .لم ار أحد ولم أعد اثق في أحد وكلما سحبني الموج أسحب نفسي وانتفض ثم أردد قل هو الله احد .طلبتني خادمة العرافة .قلت للحاج مبروك أنوي النوم ألان تركني مستلق علي المتراس .اقفل باب الديوان وأغلقت أنا النافذة المشرعة على طريق السكة ..وقفت ليلي على رأسي وهي تفرد خصلاتها حتي مسحت بلاط الغرفة .قلت لها ..كيف هم أهلي هناك .؟
كيف هي مولاتك الجميلة ؟هل لازالت تذكرني بخير .؟
صحكت بقوة حتى خشيت ان يسمعها عمار المكان .ثم قالت ..جئت أخبرك ان ليلى التي تعرفها في مدرسة الخضراء قد ماتت .وفي حياتك الان ليلة واحدة ..
فأغمي علي لم أشعر بنفسي إلا وانا بين أحضان ملائكة كرام ..
—————-
علي غالب الترهوني
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق