الأمنية الأخيرة
بقلمي رومي الريس
يجلس منزويا بأحد أركان
محبسه
وقد تسارعت دقات قلبه حتى كاد أن يقفز من بين ضلوعه ويحطمها
يشعر ببرودة شديدة
تسري بأوصاله
وتزلزل كيانه
يشعر بخوف عارم وتتلاحق أنفاسه
يدخل عليه الضابط وحارس السجن
هيا يا سعيد
لقد آن الأوان
يجب أن نذهب
الضابط : حسنا أخبرني ما هي أمنيتك الأخيرة؟
يبلع سعيد لعابه بصعوبة ثم يرد بصوت يكاد لا يسمع : طبق كشري
الضابط للحارس : بسرعة ... أحضره له
يسارع الحارس بمغادرة المكان
وبعد غياب قصير
يعود وهو يحمل طبقاً من الكشري
يمسك سعيد بالملعقة
ويبدأ في الأكل بيدين مرتعشتين والطعام يتناثر من حوله هنا وهناك
والضابط يطالبه بالاسراع
فتمتد الرعشة للجسم كله فينتفض من شعر الرأس لأخمص القدم
ثم يقوم الحارسان بحمله من تحت الابط
وجره أرضاً حتى علقوه على حبل المشنقة
لكنهم أنزلوه مرة أخرى فقد فاضت روحه
لبارئها قبل تنفيذ الحكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق