كغيمةٍ تمدّدت
و امتلأت ..
و أرادت أن تمطر لترتاح
و تغسل الجراح
فخانتها الرياح ...
مثقلة أنا ..
كجنّةٍ أصابها وابلٌ
فأينعت
و آتت أكُلَها ضعفينِ
و أثمرت ،
فأصابها إعصارٌ
فيه نارٌ ..
فاحترقت ..
مثقلة أنا ..
كسفينة أبحرت
و حلمت
بالوصول للمرسى
وسافرت ..
فأصابتها عاصفة من السحاب
و أحاط بها موج كالجبالْ
فغرقت في الضباب ..
فما أرستْ و ما وصلت ..
مثقلة أنا ..
كحمامة بيضاءْ
أرادت أن تطيرْ
إلى الحياة تسير
و تحلّق في الفضاءْ ..
فلفظتها الرّياح
في مطلع الصّباح ..
فكسرت فيها الأماني
و كسرت منها الجناح ..
مثقلةٌ أنا ..
كعبدٍ أغرقته الذنوبْ ،
و داهمه الموتْ ،
و ما استطاع الهروبْ ..
و فارق الدنيا ،
قبل أن يتوبْ !...
مثقلةٌ أنا ..
كعاشقٍ متيّمْ ،
من الأشواقِ يتألّمْ ،
و لم يتكلّمْ ..
وأراد أن يتعلّم الصّبرَ ..
فمات شوقاً ..
ولم يتعلّمْ !...
مثقلة أنا ..
كأسير حربٍ ،
سلبوه وطنهُ و سلاحهْ ،
صادروا أحلامهُ ..
و أفراحهْ ..
و لا أحدَ سمعَ
صراخهُ .. و صياحهْ !...
مثقلة أنا ..
أحمل قلبي في كفّي ..
و روحي على كتفي ..
يحاصرني يأسِي
والحزن في صفّي ..
جهّزت ماضيّ
في حقائب سَفَرِي ..
الموت تذكرتي
وتأشيرتي كفني ...
الدكتورة زهيرة بن عيشاوية
Zouhaira Ben Aichaouia
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق