لكن هنالك أيضا من لم يمروا على أي من ذلك لكنهم يسرقون منا أرواحنا ..يتخطفونها كما تتخطف الطير طعامها ..تسوقنا إليهم أقدارنا أو أنهم هم من تسوقهم إلينا الأقدار ..هؤلاء لا تنطبق عليهم قواعد الخلق و لا يخضعون لأي من قوانين الوجود .. هم خارج التصنيف ، خارج النص .. بل كأنهم هم من يكتبون النص فهم مجمل القصة و تفصيلها ..حالة نادرة ، طفرة تكوينية أو ربما هم الأصل في التكوين ..ألا يكونون ملاكنا الحارس ، أو طيفنا اللصيق ، أو صوتنا الآتي من بعيد ؟.. أو ربما هي رغبتنا العميقة تتحقق أو وهمنا الذي صدقناه ؟ .. أم أنهم نسختنا البديلة في العالم الموازي ، أو من حياة سابقة أو حتى أزمنة لم تسبق .! ... هؤلاء يملكون مفاتيح خزائننا و أدراجنا و كل مخابئنا ...كتابنا المفتوح ؟..أسراررنا الدفينة ؟ ..مخاوفنا التي تلاحقنا ؟..أم أنهم السفينة التي أنتظرتها أرواحنا لتنطلق في رحلة التواجد ؟ ... بين إسراء و معراج ندرك أنها أفلتت منا ، غادرت أعشاشها ..هل هاجرت بإرادتها أم كانت مجبرة ؟ ..أرواحنا ما عادت تطاوعنا ..تمردت ، أسقطت الجدران ، تركت القصر ، تركت الزنزانة ، تركت الجحر ...هل تولد الأرواح مزدوجة ؟..لها توأمها ؟ تسكن الأولى الجسد و تنطلق الأخرى إلى الملكوت ، حتى إذا مرت الطليقة بأجواء السجينة أيقظتها ...أرواحنا تنادينا ..تنادي بعضها ..تتوق للإقتران مجددا ..لأن تتعانق ..لأن تترافق في سبحاتها ..لتمتزج ببعضها بعضا و ترجع روحا واحدة ؟ .... هل هم نحن ؟
نجوى الأمير 26/01/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق