14/04/2021

الشاعرة طروب قيدوش

العودة إلى الماضي 
الحلقة الثانية
فجأة يا ولدي تغير كل شيء .. و تعودت على تحمل المسؤولية و أصبحت أتقن الكثير من الأشياء ... اصبحت جدتك المدللة تحسن صنع الكسكس بجميع مراحله .. 
كانت جدة أبيك إنسانة طيبة القلب .. دائمة الإبتسام و قليلة الكلام .. و لكنها كانت تقف إلى جانبي و تساعدني في تعلم الأمور .. 
مرة شهرين و أصبحت حاملا بأبيك .. فرحة لا توصف .. صرت أشعر بأن الوجود في هذه الحياة له طعم آخر .. 
فقد أصبح بداخلي شخص آخر سيأتي إلى هذه الدنيا و عليا أن أجهز نفسي جيدا لهذه المسؤولية .. كنت أقول لجدك ليا عندما نخلد للنوم هل أستطع ان أربي هذا الولد الذي سوف نرزق به بعد شهور .. كان يبتسم لي و يقول هوني عليك الأمر يا إمرأة .. سوف نتعاون في تربيته و سوف يكون نعم الإبن لنا ... 
عندما اتذكر تلك الشهور التي قضيتها و أنا أنتظر قدوم أبيك إلينا ... خصوصا و أن المعارك مع العدو قد زادت في حدتها .. و أصبحت الغارات الليلة دائمة الحضور ... فأصبح ليلنا كنهارنا ...
آه يا ولدي كيف كانت تلك الأيام و تلك الليالي ... بالرغم من أننا نحارب لأجل بلادنا و لأجل مجد أنفسنا إلا أننا كنا نشعر بالسعادة و نتطلع إلى أن الغد يكون مشرق ... 
و فعلا فبعد عامين من زواجي حصلنا على الاستقلال .. و عاد لم شمل عائلتنا من جديد ، فقد عاد أعمامك و تعالت الزغاريد في البيت فرحة بهم و برجوعهم سالمين ...  
طروب قيدوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...