11/04/2021

الكاتب جواد واعظ

()    من المجموعة القصصية   ()     

              ((  قصة .. لن تسقط .. بتقادم العمر   ))

      بعنوان           *   قبلة مؤجلة   *

                     ( بقلم .. جواد واعظ )

كنا بعمر الأطفال  .. طفلان صغيران .. نركض .. نلعب .. وأحيانا ..  نتعانق .. بكل مفاهيم  الطفولة العفوية .. 
وحين  نجتمع مع هؤلاء الاطفال ..
 من اقرباء .. وجيران .. في احد المنازل ..
كانت هناك لعبة تسلية تسمى في موطني / أم التخبيه /
وهناك أسماء أخرى لها / أستغمايه .. أو .. طمامه /
أحد الأطفال .. كان يغمض عينيه ... 
والباقي ..  يختبئون .. في الغرف ..
كان في إحدى الغرف طاولة .. وعليها غطاء كبير  .. 
 يغطيها  بالكامل .. كنا نختبئ تحتها ..
 بحيث .. لا أحد يعرف .. أين نحن .. نختبئ ..
جميع الأطفال .. خرجوا من مخبأهم .. إلا نحن .. 
كنا فقط .. نهمس بصمت .. ونراقب  تحركاتهم  ..
أما تحركاتنا فقد بقيت تحت الطاولة مرهونة بطفولة بريئة ..
                    -------------------------
تتالت الأيام .. وكبرنا معها ..  بسنين مراهقة ..
  لم ندونها  بعد .. بأرشيف ذاكرتنا ..
 كيف تطورت تلك الوقائع الطفولية .. 
وازدادت ... عندما راهقت .. أيامنا .. !!!!
وكأن باللاشعور .. تتلامس أيدينا ..وتتعرق أناملنا ..وتتعانق ..
في رحلة تعابير  .. تشكيلية .. وتجريدية .. 
جامحة المعالم .. لا أحد يفهم .. معانيها ..
شيئا ما .. بدأ يكبر داخلنا .. ويتضح .. 
عشرة سنين .. مرت على تلك المراهقة .. مسرعة ..
وتلك الأشياء .. تكبر داخلنا .. بكل الصمت المحزن .. 
فلا أحد منا .. يتجرأ بالتحدث .. عن حبه للآخر  ..
كل شيء فينا .. تكلم .. تحدث  .. إلا شفاهنا .. البكماء .. 
                    --------------------
علمت يوما  من أحد الأقارب  .. أن شخصا ما قد طلب يدها .
لكنها رفضت .. وتتالوا هؤلاء الخطابين .. المزعجين .. 
وهي مازالت .. ترفضهم .. وتدعي أسبابا ..غير مقنعة .. 
ولكنه القدر عندما يقع .. فيجرح .. ويكسر .. ويحطم القلوب .
ويسعد آخرين .. وهذا ما حدث .. 
ففي اليوم التالي .. جاءت لتودعنا .. وهي تعلم بأني أتابع أخبارها .. بكل الحزن .. 
كنت أحضر لها قهوتها المفضلة .. ظهرت فجأة امامي .. 
ودموعها .. تنم لي  عن صمت الألم .. 
قالت : سيعقد قراني بعد أسبوع .. ومن ثم سأسافر معه ..
                       --------------------
طفحت رغوة القهوة .. وسالت على النار فأطفأته ..
 وفاحت رأئحة البن المحروق .. 
حدث هذا .. ونحن بلا  وعي ..  لما يجري حولنا .. 
كنا نتبادل النظرات ..  وايدينا ترتجف .. وقلوبنا ترتعد 
من تسارع النبضات المتتالية ..
اقتربت مني اكثر .. سنتمرات قليلة .. بين شفاهها وشفاهي ..
حينها .. لست ادري .. كيف وأدت ذلك الخجل .. 
وكيف امتلكتني تلك الجرأة العارمة .. 
قلت لها فجأة  = أحبك ..  وصمتت .. 
كانت دموعها ترسم .. عشق أيام طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا ..
قالت  : ليتك ..قلتها منذ ذاك الزمان .. 
                              ----------------
بآخر لقاء بيننا .. كنا قرب ذاك المقعد .. 
غادرت ..حبيبتي .. توارت عن ناظري .. رويدا .. رويدا .. 
اخذت طريقها .. ذاهبة  .. واخذت طريقي .. عائدا ..
وتلك المظلة ..التي كانت تقينا من المطر والثلج .. 
بقيت .. قرب المقعد .. وحيدة .. 
كانت فوق رؤوسنا .. منذ لحظات .. كالغطاء ..
تذكرت حينها .. طفولتنا .. و غطاء الطاولة .. 
عندما كانت تحركاتنا .. مرهونة .. بطفولة بريئة .. 
ليتنا .. مازلنا طفلين صغرين .. 
آآآه  من ايام .. جمعتنا .. ثم رمتنا .. 
هاقد  غادرت حبيبتي .. وتركتني .. بلا رجعة .. 
وشفاهي مازالت تنتظر .. عودة تلك القبلة المؤجلة ..
 حينها احسست .. وكأن هذا القلب  لم يعد يلزمني ..
 فلقد استحال وجوده داخلي .. كفاني أنينا ..  
وكفى بالعاشقين .. صراخ ألم .. ووجع حنين .. مثلنا ..
وهم ..  مازالوا ينتظرون .. لأجل غير مسمى ..
 عودة تلك القبلات المؤجلة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...