16/04/2021

الكاتبة طروب قيدوش

العودة إلى الماضي 
الحلقة الأولى 
إقترب إلى جدته و وضع يده على كتفها قائلا: أريد ان أسمع حكاية عنك يا جدتي ..
أي حكاية يا عزيزي..
أريدك أن تحدثيني عن حياتك .. كيف عشت في القديم ؟ كيف تزوجتي ... 
ضحكت و قد أشرق وجهها المجعد مع ضحكتها تلك .. يا لك من ولد ...
هيا يا جددتي حديثيني .. 
و هل عندك صبر لسماع ما اقول 
نعم 
لا أظن فأنتم جيل لا يملك الصبر لأي شيء ..
لما يا جدتي .. إني مثل جدتي ... و أخذها في حضنه ..
حسنا يا شقي حسنا ... 
أخبرني كيف تزوجتي أنت و جدي ..
في القديم الزواج ليس كما هو الحال اليوم 
إذا أخبريني كيف كانت الحياة ؟
كنا في الحرب آنذاك ، فقد أخذ الاستعمار الفرنسي كل شيء منا .. سلب منا الحياة بأكملها ... كنا نعيش تحت القهر ... 
ساد الصمت ، و راحت الجدة تفكر و قد سقطت الدموع من مقلتيها .. 
ما بك يا جدتي .. أكملي لا تتوقفي ... 
ارأيت ليس عندك صبر 
بلى إني متشوق لسماعك ... 
كنت حينا في الخامسة عشر من عمري 
ماذا تزوجتي و انت في الخامسة عشر فقط 
نعم .. عندما ذهبت إلى بيت زوجي كنت في ذلك العمر ... دخلت إلى عائلة جديدة .. تتكون من سبعة أفراد بما فيهم جدك و أمه و أبيه .. كانو كلهم رجال ماعدا بنت واحدة .. كان جدك كبيرهم .. و كان عليا أن أتحمل مسؤولية البيت و أن أهتم بكل الأمور .. خصوصا و أن إخوة جدك إثنان  منهما في الجبل .. في حين جدك و أخوه الأصغر فيهم كانو يهتمون بأمر الأرض و الماشية .. 
كانت الحياة مختلفة عن تلك التي كنت أعيشها مع أهلي حيث كنت أنا وحيدتهم .. فلم أكن اتعب كثيرا لا في عمل البيت و لا في أي أمر آخر .. 
كان يجب عليا أكبر عقلا و أن أنتبه غلى كل صغيرة و كبيرة حتى لا يحدث أي تصادم في حياتي .. و حتى لا تقول أم زوجي و اخته أنني بلا نفع .. و أكون سببا في إحداث أي تشابك بين زوجي و اهله .. 
أصبحت استفيق في الصباح الباكر و أتجه إلى الاسطبل و أقوم بحلب البقر و تنظيف المكان .. ثم أعود حيث أحضر الفطور .. و أحضر عجين * الكسرة* .. ثم أذهب و أشعل موقد الحطب لأجل خبزها .. 
طروب قيدوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...