كنْ كما تريدُ
نجمةٌ،
تتألّق في فضاءِ الحروفِ،،
يراها الجميعُ،،
كلٌّ يظنُّ أنّها تبرقُ لأجلِه..
كلُّ ناظرٍ يعتقدُ أنّها تراقبُه..
فهي،،، إنّما لمنشغلةٌ بإحراقِ نفسهِا،،
فتزدادُ برقًا ونقاءً...
وإذا أمرَها النيزكُ بالسّقوطِ،
تُنسى..
وكأنّها... لم تكُنْ!
....
شجرةٌ مثمرةٌ،
ثمارُها يانعةٌ نضرةٌ...
تكادُ تلتصقُ أجنحتُها بالأرض،
لكثرةِ الجنى..
يراها الجميعُ، فيهرعون إليها...
كلٌّ يريدُ التّذوقَ..
كلُّ ناظرٍ يشتهي امتلاكَها..
وهي مرهقةٌ، متعبةٌ من ثقلِ حملِها،
لا تئنّ..
وعن بذلِ أشهى ثمارها لا تكنّ..
وحين يجنُّ الخريفُ،
يُعريها من ثيابِها، ويبدّدُ أحلامَها، ويحطّمُ آمالَها،
فيَنسى الجميعُ ثمارَها، ويرَون فيها جسدًا عاريًا محلّلًا...
تُنسى..
وكأنّها... لم تكُنْ!
....
مزهرةٌ،
نبتةُ الجوريِّ...
على شرفةِ الحسناء،
تنفثُ العطرَ الباذخَ
في الأرجاءِ،
تستقطبُ النّاظِرِ،
ليقطفَ من نضارتِها
ما يحلو له ما يشاء....
وإذا فتَكَ ببتلاتِها الصقيعُ
وألمَّ بها الشتاءُ،
اقتُلِعَت من جذورِها، واستُبدِلَت بسواهِا
تُنسى..
وكأنّها... لم تكُنْ!
...
فهكذا نحن... تمامًا، كالنّجمةِ والشّجرةِ ووردةِ الجوريِّ...
حين نتألقُ...
نرى الأياديَ من كلِّ حدبٍ وصوبٍ
ممتدةً تُطالبُنا ببقاءِنا،
عيونًا شاخصةً تظنّنا لأجلِها فقط
نتسلقُ سلالمَ المجدِ والارتقاءِ..
وإذا حدث،
وزلّت بنا أقدامُ الحظِّ
ودوّى سقوطُنا..
يتلاشى الجميع..
وبكلماتِ النّجدةِ نصرُخُ عاليًا
فيرتدّ صدانا..
ما من أحدٍ هنا
اصرخ كما تشاء...
ونُنسى..
كأنّنا... لم نكُنْ..!!
...
ولأنني أعي تمامًا ذلك..
فلا كلماتِ مدحٍ تُثيرُني..
ولا أياديَ بيضاءَ ممتدّةً تُغريني في وقتِ الرّخاء..
أنا كما أنا، وخُلِقتُ لأكونَ أنا..
لا أطلبُ من أحدٍ أن يضَعَ تحتَ أقدامي رافعاتٍ مزيّفةً
ولا أؤمنُ أنّني إذا تعثّرت سأجدُ أيَّ أحدٍ
يمدّ من سخائه يدَه البيضاء..
أنظرُ إلى نفسي وأمضي... أمضي... ويكونُ خيالي هو صديقي الوحيد.
هكذا خُلقت، وهكذا تربّيتُ، وهكذا سأبقى..
لينا ناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق