العزلة
ليست كل عزلة دليل على الحزن والكآبة وليس كل ابتعاد هو رغبة في اعتزال البشر وتجنب العلاقات الإجتماعية ، أحيانا تكون العزلة ضرورة لاستعادة السلام النفسي وراحة الذهن ،يحتاج كل منا إلى لحظات يلتقي فيها بنفسه ، فالبعض ينفرد بنفسه ليحاسبها ويقومها ويهذبها ، والبعض الآخر قد ينفرد بها كي يلاطفها ويمنحها هدنة مؤقتة من الضغوط التي أنهكتها ، والبعض لا يلتقي بها لكنه ينعزل ليبحث عنها فقد يفتقد البعض نفسه بسبب كثرة أعبائه التي تجعله ينساها ويهملها ويهدر حقها ، والبعض ينعزل لينفرد بذكرياته التي يستمد منها الحياة ، لكن تبقى العزلة الأجمل والأكثر راحة على الإطلاق هي التي يفر فيها المرء من الدنيا والبشر ليأنس بالله عز وجل يناجيه ويستهديه ويستغفره ويدعوه ويحمده ويشكره ، فيشعر بالسكينة والطمأنينة تملأ قلبه فينشرح صدره وتهدأ أوصاله.
فلا تلوموا شخصا اختار الابتعاد وفضل العزلة لفترة فبداخل كل إنسان مشاعر خاصة به تدفعه دفعا لكي يكون وحده فاحترموا رغبته ولا تفسدوا عليه عزلته حتى يعود لكم برغبته الكاملة حين يشعر أنه فعلا مستعد نفسيا وذهنيا للاختلاط والاندماج معكم من جديد .
بقلمي غادة عثمان
13/3/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق