{ يا قومُ أذني لبعضِ الحَيّ عاشقةٌ } ...
***************
الأعمَى
*******
السَّهمُ مِن قوسِها والشكرُ للرامي ...
والصوتُ لي خِلتُها تسري بأحلامي
مَعزوفةً أوْرَقت من قلبِ راغِبها ...
كأنها زهرَةٌ في غُصنِها النامي
سألتُها عن خيالٍ كاد يُسمِعُها ...
فأطرقت خجلى مِن فرْطِ إلهامي
أعمَى بعيني وقلبي كاد يُبصِرُها ...
لولا الملامحُ ما استبطأتُ إلمامي
لكنها مُتعَةٌ ترضَى مُداولةً ...
بين الظنونِ على شكلٍ بإحكامي
قالوا ستعجزُ قلتُ الوَهمُ يرسِمُها ...
كلوْحَةٍ حظُّهُا مِن حظِّ أوهامي
ما كنتُ أخشى من الأيامِ قدْرَ هوًى ...
يأتي على غِرَّةٍ قد ظنَّ إبهامي
عندي خيالٌ إذا ما شِئتُ أبعثهُ ...
يطوفُ حولَ الهوى في ثوبِ إحرامي
ثم الإيابُ على صدرٍ ينوءُ بهِ ...
نوْءَ المُضيفِ إلى ضيفٍ بإكرامي
أنا الضريرُ الذي يشكو غرابتهُ ...
من أسرةٍ فخرُها بادٍ كأعلامي
رَبيبُ شِعْرٍ لهُ مِن نبعِهِ صَبَبٌ ...
فخاليَ الحَرْفُ والأوزانُ أعمامي
وكلُّ شيئٍ بهِ فنٌّ يُراودُني ...
كأنَّ بي ريشةٌ تلهو برسَّامي
كصوتِ حرفٍ ومَصبُوغٌ بمِسحَتِهِ ..
بصوتِ حرفٍ على رِسْلٍ بإشمامي
***************************
بقلم سمير حسن عويدات
ما بين القوسين للشاعر
بشار بن برد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق